إقتباسات الكاتب حسن حنفي
هذه صفات الذين آمنوا بالله رب العالمين، فهم عليه يتوكلون، ويجتنبون كبائر الإثم والفواحش، وإذا ما غضبوا هم يغفرون، ويستجيبون لربهم فيقيمون الصلاة (وإقامة الصلاة هنا ليست محصورة في أوقاتها، أي لا تقيم صلتك مع الله فقط في وقت الصلاة ثم بعدها أو بين الصلوات تقطع صلتك به بارتكاب المحرمات والمعاصي وأذية عباد الله، بل تظل مقيم الصلاة على الدوام في المسجد وخارجه مُتخلِّقاً بأخلاق القرآن وتعاليمه وقيمه، لا بأخلاق آل سعود والطواغيت وأذنابهم!)، ويجعلون أمرهم (كـلـه) شورى بينهم (كـلـهـم)، وينفقون مما رزقهم الله سبحانه (التضامن والتكافل الاجتماعي)، إلى آخر صفات المؤمنين {والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون * وجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين}. فهل نحن حقًّا من المؤمنين؟ كيف ذلك ونحن لا تنطبق علينا أهم صفاتهم؟ كيف نقول أننا نستجيب لرب العالمين ونحن بلا شورى، بلا حرية، بلا كرامة، بلا تضامن ولا تكافل فيما بيننا؟ كيف يصح إسلامنا وركنه الأول مختل وناقص؟ كيف ندّعي الإسلام ونحن نعبد الطغاة والأوثان؟
مما لا يخفى عليكم أيها الفضلاء أن الكيان السعودي إنما قام على دماء وأشلاء رجال ونساء الجزيرة العربية (وحتى الأطفال، بل والأجنة في بطون أمهاتهم لم يسلموا من شر آل سعود وجنودهم) بعد أن كفّروا وكهنتهم الوهابيين كل المسلمين ليس في الجزيرة العربية وحدها، بل وفي العالم أجمع. كل من لم يصبح وهابيًّا اعتبر كافرًا ومشركًا مستحقًّا للقتل ومستباح المال والعرض (وفق عقيدة ابن عبد الوهاب طبعًا، وإلا دين الله براء من هذا الكفر والإجرام). ثم نهبوا وسعوَدوا ما في جوف الأرض وما عليها (والناس أيضًا).
ولا تغرنكم دعواتهم (أقصد دعوات كتّاب ومثقفي السلاطين) حينما يدعون ليل نهار لإعمال العقول ونقد كل شيء في هذا الوجود، وضرورة اقتلاع كل المسلّمات واليقينيات من حياتنا، وقد يتحمّس البعض سذاجةً منه فيعتقد أن ذلك يشمل حتى نظام الطاغوت (ابن سعود مثلاً!) فيعودون وينبّهون: "لا ليس إلى هذا الحد"، ولكن إلى الحد الذي يصل بكم إلى التشكيك في الدين والرسول الكريم وكلام رب العالمين، أي وبكل وضوح إلى الحد الذي يجعل الإنسان مسخًا منحلًّا من كل شيء.. وبذلك الإنسان وحده (إن جاز تسميته إنسان أصلاً) تتم مهمة الاستحمار ومن ثم تسهل عملية توجيهه أينما وكيفما ومتى ما شاء السلطان!
أفلیس یقول الله في كتابه العزیز: {فمن یكفر بالطاغوت ویؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى}؟ ألم تسأل نفسك مرة یا مسلم: لماذا قدَّم الله الكفر بالطاغوت على الإیمان به سبحانه؟ لأنه لا یجتمع في قلب إنسان الإیمان بالله وعبادة الطغاة!. لنكفر إذن بكل طاغوت وكل كھنوت حتى یصح إیماننا... حتى نصبح مؤمنین بالله بحق، أي: إمَّا مؤمنین مع الله وإمَّا كفرة مع الطغاة، اقرأوا قول الله: {الذین آمنوا یقاتلون في سبیل الله والذین كفروا یقاتلون في سبیل الطاغوت فقاتلوا أولیاء الشیطان إن كید الشیطان كان ضعیفًا}، خیاران لا ثالث لھما.. وعلینا نحن الاختیار، ولنتذكر لحظة الاختیار ھول یوم الحساب.