رواية ايقاع الخطوات - الرقصة الأخيرة
الكاتب ايناس عادل مهنا
قراءة رواية ايقاع الخطوات - الرقصة الأخيرة pdf اقتباسات...
يبدو أنهما سيبدآن معركة جديدة من معاركهما التي لا تنتهي ،فما كان من يارا إلا أن تنسل من أمامهما بهدوء وتركض خارجة هرباً منهما كالعادة .
نظر رواد ليراها قد اختفت من أمامه فأطلق شتيمة بذيئة للويس وتركه مغادراً ، وذلك الآخر بدوره قال بحنق بالغ وهو يغلق أزرار معطفه :
-دائما ماينسف مخططاتي ذلك الغبي الأحمق، أقسم اني لن ادعك تظفر بها أيها العربي .سحقًا لك ولحبك الأبله"
اقتربت ماريا تلحق بلويس وأمسكت ساعده لتهمس له بمكر :قلت لك مراراً وسأقولها مجددا ..العرب همج لا تورط نفسك بالمتاعب معهم.
افلت نفسه منها وكز على أسنانه بغيظ : ابتعدي عني لا ينقصني إلا كلامك الاستفزاري...
ضحكت بميوعة على غضبه وأردفت وهي تجتازه..
إذذن احترق بنار حبك الغبي الذي سيودي بك إلى الجحيم " واحتضنت كف أحد الراقصين الذين باتت تواعدهم مؤخرا وخرجت معه ،فتسمر لويس بمكانه على كلامها وود لو يدق عنقها لشده غيظه ولكنه خرج مستقلاً سيارته وذهب إلى منزله خائب الأمل.
بصعوبة بالغة استطاع رواد أن يلحق بكتلة النار الغاضبة فقد كانت تسير بسرعة لتصل إلى الحافلة فاقترب منها صائحاً وهو يلهث بقوة :
-في كل مرة تهربين هكذا !!
استدارت إليه وصرخت :وانتما في كل مرة تتشاجران لتفضحاني أمام الجميع لقد سأمت منكما صدقاً، الجميع بات يتعالك قصتي معكما.
وأكملت مسيرها ليتابع هو سيره ورائها قائلاً :
-أتشاجر معه لأنك غبية دماغك فارغ...أقول لك الا تجعلينه يتمادى بتصرفاته لأنك بلطفك هذا تعطيه أملاً وانت لا تستمعين الي !
استدارت اليه فجأة وكان لا يفصل بينهما سوى بضع سنتيمترات و ضربته على صدره بقوة وصاحت:
-وما شأنك أيها الحشري بحياتي، ألا يحق لي التصرف بحرية كيفما اشاء....لا يحق لي ان اجد الحب بعد كل تلك السنوات اللعينة التي قضيتها، استظل كاللعنة في حياتي؟
لفحت انفاسه وجهها فاضطربت قليلاً لكنه اعتصر ساعديها بقوة بقبضته صائحاً وقد تصاعد غضبه من كلامها الاستفزازي: طبعا ًلا يحق لك التصرف كما تشائين هل فهمت ..لايحق لك أن تحبيه ...لا يحق لك حتى التفكير برجلٍ آخر .
وقال اخر كلمة أشبه بالهمس فقالت له بارتباك بعد أن انعدمت المسافة بينهما تقريبا :
-ماذا تريد مني؟
**************************
أجمل مافي الحياة هو الحب وأجمل مافي الحب أن يتكلل بالاهتمام فبدونه يكون الحب كوردة تذبل كل يوم حتى يختفي بريقها وتصبح مجرد أوراق قاتمة يابسة مجعدة .. كانت ميرا ترى انشغال زوجها على الدوام...تلاحظ تفكيره المتواصل بشيء ما ولكنها لاتعلم ما هو، شروده بأغلب الاوقات التي يتواجد بها في المنزل ..كان يحاول ألا يشعرها بشيء ولكن قلب الانثى العاشقة لايحتاج إلى مترجم لقرائة أحاسيس شريكه..هي موقنه أن شيئا ما يشغله ولكنه لم يفصح عنه ...انتظرته طويلا ان يبوح لها ولكنه يكتفي بقول أن العمل يأخذ كل وقته
وأي عمل هذا قد يشغلك عن أحبائك...أي حجة واهية تلك يختلقها البشر لتبرير تصرفاتهم ، كانت الآن كالوردة تذبل يوما بعد آخر تحاول أن تتقرب منه لمعرفه مابه فيبتعد...مايزال محتفظا بهذا الحصن المنيع الذي يختبئ به .....حتى عثرت بالصدفة في مكتبه ماجعل جسدها ينتفض بقوة ولم تستطع أن تكبح سيل دموعها الجارفة