تحميل كتاب موقف شيخ الاسلام من البدع والمبتدعة 2 pdf شرح الكتاب : مازلنا ندرس أصول الحكم على المبتدعة عند شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فمن هذه الأصول: الإنصاف في ذكر ما للمبتدعة من محامد ومذام وقبول ما عندهم من حق ورد ما عندهم من باطل، وأن ذلك سبيل الأمة الوسط. قرر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أن منهج أهل السنة والجماعة في الثناء وفي الذم قائم على الكتاب والسنة والإجماع، يقول رحمه الله تعالى: وأهل السنة والجماعة يقولون ما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع، وهو أن المؤمن يستحق وعد الله وفضله والثواب على حسناته. ويستحق العقاب على سيئاته، وأن الشخص الواحد يجتمع فيه ما يثاب عليه وَمَا يُعَاقَبُ عَلَيْهِ، وَمَا يُحْمَدُ عَلَيْهِ وَمَا يُذَمُّ عَلَيْهِ، وَمَا يُحَبُّ مِنْهُ، وَمَا يُبْغَضُ مِنْهُ، هذا ما قرره شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى، وآية ذلك في كتاب الله تعالى قوله : {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا} [التوب:102]. فالمؤمن قد يحب من وجه ويبغض من وجه آخر، قد يحمد لشيء معين ويذم لما يستحق الذم عليه، يقول رحمه الله تعالى: والصواب أن يحمد من حال كل قوم، ما حمده الله ورسوله ، كما جاء به الكتاب والسنة، ويذم من حال كل قوم ما ذمه الله ورسوله كما جاء به الكتاب والسنة. وبين شيخ الإسلام أن هذا المنهج منهج الإنصاف يضاده منهج أهل البدع الذين لا يعذرون من أخطأ مجتهدا، فيذمونه متغافلين عن حسناته ومحامده، يقول رحمه الله تعالى: ومن جعل كل مجتهد فِي طَاعَةٍ أَخْطَأَ فِي بَعْضِ الْأُمُورِ مَذْمُومًا مَعِيبًا مَمْقُوتًا، فَهُوَ مُخْطِئٌ ضَالٌّ مُبْتَدِعٌ. فبين شيخ الإسلام أن الإنصاف يقتضي أن يعطى كل ذي حق حقه من غير مداهنة في باطل ولا غمط في حق، كما علمنا النبي ، في الحديث الشريف «الكبر بطر الحق وغمط الناس»، غمط الناس يعني بخسهم ما يستحقونه من المنزلة، كما قال الله تعالى أيضًا: {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ} [الأعراف:85]. .
عرض المزيد