تحميل كتاب الفرق بين المنهجين الفلسفي والاسلامي pdf شرح الكتاب : فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد. فقد كنا بصدد الكلام على موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من الفلسفة والمنطق، وهذا بلا شك يحتاج إلى وقت طويل جدًا لأن الكلام فيه وافر وكثير ومهم في نفس الوقت، لكننا تفرعنا عن هذا الموضوع إلى الكلام بين الفرق الإسلام والإيمان وبين الفلسفة والفروق بين المنهجين منهج الفلسفة والمنهج الإسلامي، لنصل إلى نتيجة أن هذين المنهجين متناقضين تمامًا ولا يمكن أن يلتقيا. ومما يؤكد أهمية توضيح هذه القضية بقدر المستطاع أن طلبة الثانوية العامة يفرض عليهم اختيار مادة الفلسفة أعتقد في القسم الأدبي وأحيانًا بتكون اختيارية ما بينه وبين علم النفس، فأنا أوصي بلا تحفظ على أن يكون الخيار منحازًا إلى علم النفس مع وجود سلبيات شديدة في هذا العلم، لكنها لا تصل في خطورتها على العقيدة وعلى الإيمان، إلى نفس الدرجة التي تترتب على دراسة سموم وضلالات وكفريات الفلسفة. فمؤلف كتاب الفلسفة هو الدكتور زكي نجيب محمود، يكفي في التعريف به أنه مؤلف كتاب خرافة الميتافيزيقا، يعني خرافة الغيب، يعتبر الإيمان بالغيب إيمان بالخرافة، وموقفه من الدين موقف عدائي، إلى أقصى مدى. فبالتالي كان لا بد من إلقاء الضوء على بعض الضلالات في هذا المنهج، فهو يدعي في كتابه المقرر أن وسيلة المعرفة هي العقل، ودونه يكون الدين والخرافات، يربط بين الدين وبين الخرافات. يقول: تحت عنوان نشأت الفلسفة إن الفلسفة نشأت في بلاد اليونان قبل غيرها، ثم يقول: وذلك لأن اليونانيين كانوا يستخدمون العقل كويسلة للمعرفة، في حين كانت بلادنا أي دول المشرق تستخدم الخرافات والدين، بدلًا من استخدام العقل. فبلا شك هذا تزييف للحقيقة وللتاريخ مرتين في عبارة واحدة، حيث قرن الدين أولًا بالخرافات، وجرده من العقل، كما ادعى بأن الفلسفة نشأت في بلاد اليونان قبل غيرها. أما أن موقف الإسلام من العقل فبلا شك أنه يؤخذ من كلام هذا المؤلف أن الإسلام مضاد للعقل، وبالعكس تمامًا يعني ميزة الإسلام الكبرى أنه لا يمكن أن يتعارض مع العقل على الإطلاق، لا يمكن أن يتعارض النقل الصحيح مع العقل الصريح، وهذه شهادة بشهادة غير المسلمين قبل المسلمين أنفسهم، فهذا هو الكاتب الماركسي الفرنسي المشهور ماكسين رونسن يقول: القرآن كتاب مقدس تحتل فيه العقلانية مكانًا جد كبير، فهو في مناسبات عديدة يكرر لنا أن الرسل جاءوا بالبينات، وهو لا يألوا يتحدى معارضيه أن يأتوه بمثله، كما أنه ما ينفك يقدم البراهين العقلانية على القدرة الإلهية، ففي خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار وتوالد الحيوان، ودوران الكواكب والأفلاك وتنوع الخيرات الحياة الحيوانية والنباتية تنوع رائع التطابق مع حاجات البشر آيات لأولي الألباب. .
عرض المزيد