تحميل رواية الرمال الدامية pdf عندما تنطلق بسرعة الضوء ..
يتوقف الزمن ..
وتتلاشى المسافات ..
وتختفي الحواجز ..
ويتساوى الماضي والمستقبل ..
داعب هذا الحلم خيال الكثيرين ..
غير أن أحداً لم يستطع تحقيقه ..
رجل واحد فعل ..
وانطلق يطارد الشر أينما كان ..
من الماضي السحيق ..
إلى المستقبل البعيد ..
وهب حياته للقيام بتلك المهمة ..
المهمة المستحيلة ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ المجزرة ..
ـــــــــــــــــــــــ
الشمس مستعرة والرمال محرقة وصحراء سيناء بدت بلا نهاية أنات الألم دوت في الأجواء الذهول والمرارة عصفا بالوجوه التوسل والاستجداء طافا أرجاء المكان غير أن التبلد والوحشية كانا سيدا الموقف ووسط هذا الجحيم تمدد المئات من الأسرى المصريين على وجوههم فوق تلك الرمال الحارقة بعد أن تم تقيدهم من الخلف ورصهم في صفوف طويلة أمتدت لمئات الأمتار ومن حولهم أخذ عشرات الجنود الإسرائيليين ينكلون بهم بتشفٍ واضح وغل بالغ فأحذية العدو العسكرية أخذت تقذف بالرمال في وجوههم في حين ألهبت العصي والسياط ظهورهم العارية وعلى وقع الشتائم العنيفة والبذاءات الحادة كان الركل واللكم والصفع ونكأ الجراحات الذي جرى بوحشية منقطعة النظير ولم يمض كثير من الوقت حتى ثارت عاصفة رملية جراء هبوط أحدى المروحيات العسكرية الإسرائيلية وما أن لامست الأرض حتى أنفتح بابها وخرج منها ضابط اسرائيلي برتبة عقيد وكان أصلع الرأس معقوف الأنف ضيق العينيين وقد أمتلئ وجهه الشاحب بالعديد من الندب أضفت على وجهه الدميم لمحة إجرامية واضحة وعلى العكس تماماً من ذلك القبح تجسد الجمال الصارخ في تلك المرأة التي كانت ترافقه ببياضها الناصع وشعرها الأسود الطويل الناعم وعينيها الزرقاء التي أخفتها وراء ذلك المنظار الشمسي الأسود وقد أرتدت زي جيش الدفاع الاسرائيلي وبالرغم من أنه لم يكن يحمل أي رتب عسكرية إلا أن ذلك "الدميم" كان يعاملها باحترام وتقدير بالغين وكان جميع الجنود والضباط قد أصطفوا بانتظام وأدوا التحية العسكرية لقائدهم بحماس بالغ وقبل أن يجلس قام بسحب أحد الكرسيين لتجلس تلك الفاتنة أولاً ثم جلس بجانبها أسفل مظلة كبيرة أعدت لهم على عجل وأمامهم وفوق منضدة صغيرة أستقرت زجاجات الـ(شمبانيا) وعدة كؤوس ومكعبات الثلج التي أخذت تقاوم حرارة سيناء اللافحة .........