كتاب من قصص الأنبياء للصغار واليافعين شعيب عليه السلام
الكاتب احمد عبدالمنعم حسن
قراءة كتاب من قصص الأنبياء للصغار واليافعين شعيب عليه السلام pdf 2001م - 1443هـ قصص الأنبياء هي مجموعة مختلفة من القصص التي تم ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بتفسير القرآن الكريم، وقد تم تأليف الكثير من الكتب عبر العصور الإسلامية تتناول قصص الأنبياء، وقصص الأنبياء تشمل الخمسة وعشرين نبياً المذكورين في القرآن الكريم، بدءاً من آدم انتهاءً بمحمد، وتشمل هذه القصص حياتهم قبل النبوة، ودعوتهم إلى قومهم، والابتلاءات والمحن التي تعرضوا لها. ذكر الله -تعالى- في كتابه العزيز قصّة خَلْق آدم -عليه السلام-؛ أوّل الأنبياء؛ فقد خَلَقه بيده على الصورة التي أرادها -سبحانه-، فكان مخلوقاً مُكرَّماً عن باقي المخلوقات، وخلق الله -سبحانه- ذريّة آدم على صورته وهيئته، قال -تعالى-: (وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَني آدَمَ مِن ظُهورِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَأَشهَدَهُم عَلى أَنفُسِهِم أَلَستُ بِرَبِّكُم قالوا بَلى شَهِدنا) وبعد أن خلق الله آدم، أسكنه الجنّة مع زوجته حوّاء التي خُلِقت من ضِلْعه، فاستمتعا بنعيمها، باستثناء شجرة واحدةٍ نهاهم الله -سبحانه- عن الأكل منها، فوسوس لهما الشيطان؛ ليأكلا منها، فاستجابا لوساوسه، وأكلا من الشجرة حتى انكشفت عوراتهما، فسترا نفسيهما بورق الجنّة، وخاطب الله آدم مُعاتباً إيّاه على الأَكْل من تلك الشجرة بعد أن بيّن عداوة الشيطان له، وحذّره من اتِّباع وساوسه مرّةً أخرى، وقد أبدى آدم ندمه الشديد على فِعلته، وأظهر لله توبته، وأخرجهما الله من الجنّة، وأنزلهما إلى الأرض بأمره. كما ذكر الله -سبحانه- قصّة ابْنَي آدم -عليه السلام-، وهما: قابيل، وهابيل؛ فقد كانت من سُنّة آدم أن تتزوّج أنثى كلّ بطنٍ من ذكر البطن الآخر، فأراد قابيل أن يستأثر بأخته التي جاءت معه من البطن ذاتها؛ مَنْعاً لحَقّ أخيه فيما كتبه الله له، وحينما علم آدم -عليه السلام- بنيّة قابيل، طلب من كليهما أن يُقدّما قُرباناً لله، فتقبّل الله ما قدّمه هابيل، ممّا أثار غضب قابيل، فتوعّد أخاه بالقَتْل، قال -تعالى-: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ*لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ*إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ*فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ). النبي شعيب كما جاء في القرآن الكريم أو رعوئيل كما جاء في التوراة، ويقال له بالسريانية يثرون، وهو نبي عربي عُرف بخطيب الأنبياء لحكمته وفصاحته، يقال أن جدته أو أمه هي بنت لوط، والثابت في نسبه أنه من سلالة إبراهيم واختلفت الأقول حول أسماء وتسلسل أبائه إلى إبراهيم، أُرسل شعيب إلى قوم مَدْيَن أو ما عُرف عند المفسرين بأصحاب الأيكة، كانت ديار قوم مدين تمتد ما بين الأطراف الشمالية للحجاز إلى الأطراف الجنوبية للشام، كما توجد أثار لمساكنهم باقية إلى اليوم في شمال غربي الحجاز بمنطقة البدع بالمملكة العربية السعودية، يعتقد أن النبي شعيب عاش ما يقارب 242 سنة. ما ورد عنه ذُكر النبي شعيب في القرآن 11 مرة. حسب النص القرأني بعث الله تعالى نبيه شعيباً في قومه (مدين)، وكان قوم مدين أهل تجارة وزراعة وتمر بديارهم واحدة من أهم الطرق التجارية أنذاك، إلا أنهم كانوا يتعاملون مع الناس بالغش والمكر والخداع، فهم إذا اكتالوا على الناس يستوفون ويزيدون عما يستحقون، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون وينقصون، ولا يعطونهم ما يستحقون. فنهاهم شعيب من مغبة هذه الأفعال الشنيعة والمعاملات السيئة فلم يأبهوا بما يقول. وسلك قوم مدين طريق البغي والضلال فراحوا مع هذه الأعمال المشينة يشركون بالله تعالى ويتوعدون شعيباً والذين آمنوا معه بالعذاب والطرد ، ثم جرت سنة الله في القوم الظالمين (الهلاك) بعدما تمادوا في الباطل وساروا في طريق الغي والضلال. كما ذكر القرآن أن الله بعث شعيباً إلى أصحاب الأيكة، فراح القوم يعبدون الأيكة (الأيكة هي الغيضة الملتفة الأشجار) من دون الله تعالى إضافة إلى تطفيفهم في الكيل والميزان، فذكرهم شعيب بعاقبة هذا الأمر فردوا عليه بالتكذيب لنبوته فطالهم من الله عذاب عظيم. والمفهوم لدى المسلمين أن شعيب يعد واحداً من الأنبياء العرب المذكورين بالاسم في القرآن، مع الأنبياء العرب الآخرين صالح، وهود، وإسماعيل ومحمد. ويقال انه كان معروفاً من قبل المسلمين الأوائل بأنه "الواعظ البليغ بين الأنبياء"، لأنه كان قد مُنح موهبة وبلاغة في لغته. وأحياناً يُعَرَّف شعيب بأنه يثرون كاهن مديان المذكور في العهد القديم، رغم عدم تطابق ما ينسب إليهما من أفعال وأحداث في الدينين الإسلامي واليهودي. يذكر العهد القديم أن يثرون (بالإنجليزية: Jethro) هو حمو موسى، وهو كاهن مديان الذي لجأ إليه موسى عندما هرب من فرعون ملك مصر وتزوَّج ابنته صفّورا. هو أيضا نبي ذو مكانه فريده في دين/ مذهب الدروز، ويعتبر من أسلاف الدروز، حيث يُقدس الموحدون الدروز شعيب أحد أنبياء العرب، ويعدونه المؤسس الروحي والنبي الرئيسي في مذهب التوحيد. .
عرض المزيد