الانسان هنا يا سيدى بطبعه غريب اصلاً ،خلقت له ذاكراة ضعيفة لينسى فصنع الكاميرات والصور وكروت الميمورى ،خلقتله الطبيعة ففضل العيش فى المولات ،خلقت له المشاعر فحولها الى ايموشنز مستفزة ،خلق له لسان ليتكلم به فتواصل معهم بازرار الكيبورد ... الناس هنا وحيدة جداً، وحيدة لدرجة انهم يتصورن السيلفى :(
كل المعاصي والكبائر التي نمر عليها دون أن يرف لنا جفن, كيف صار كذلك؟
بالعادة, بالتعويد, بالروتين, بالتكرار.
شيئًا فشيئًا حاك الوقت والزمن خيوط العنكبوت والبلادة على المعصية, فصارت تكرارًا, صارت روتينًا, صارت عادة.
نجاحُ الحوار قد يأخذ الرواية إلى الخلود، بإمكان سطرٍ حواريّ أن يعبر الزمن ليصير جزءًا من وجداننا الجمعي وتكويننا الثقافي. جميعُنا نحفظ، مثلاً، لغسّان كنفاني:" الوطن يا صفية.. هو ألا يحدث ذلك كلّه" حتى الذين لم يقرؤوا الرواية يعرفونَ هذه العبارة