دقت الأجراس لتعلن عن ملاحم ستقام في أذني، معارك دامية ستحول رماد فكري المتخثر إلى حطام زائف، ولذلك توالت القذائف على أسواري التي لا يوجد شيئا خلفها، وانهالت المطارق على أرضي لتكشف عن أنقاضي، ولكني امتلك أفكاراً بالية تقدح زناد فكري السقيم ولا يرغب في امتلاكها كائن أخرق ليس لديه عقل، فلماذا تحتلون عروش فكري المظلمة وأنتم تعلمون أنني طفلة بائسة، أضاءت عتمتها الباهتة، وأطفأتها سريعا دون أن تنظر خوفا من السقوط في العدم. أنا لا استطيع الاختيار بين السلالم الثلاثة، فهذه العوالم ستسحقني جميعها، السلم الأول يعادل سقوط حر في الهذيان الناتج عن عبث الواقع، والسلم الثاني يساوي حياة في بقايا حطام فكري مشتعل بالألم العاتي الذي لا أملك اخماده، أما السلم الثالث -الذي لا استطيع صعوده قبل الثاني- فيه كل ما تشتهي الأنفس المريضة، ما أصعب اتخاذ القرارات السهلة! *طفلة شوارع تنقلب حياتها رأسا على عقب حينما يظهر لها الخير والشر على هيئة أشخاص وتجد نفسها أمام ثلاثة سلالم ويجب أن تختار أحدهما لتستكمل حياتها
يا لهذه الحياة، ننغمس فيها بكل ذواتنا وتجرفنا مشاغلها وأحداثها وكأننا خالدون فيها، لا ندرك حقيقة سخافتها إلا حين نقترب كثيراً من الموت فنصبح قاب قوسين أو أدنى. نوقن بأن جزعنا على تفاصيلها الصغيرة حماقة، لم الجزع ما دمنا سنفارق كل شيء بالموت؟
ليالٍ كثيرة مضت عليها وحيدة في غرفتها في منزل والديها تحلم بالزواج والحب والروح التي ستكمل معها حياتها والحياة السعيدة التي تنتظرها، كم تشتاق لغرفتها التي مقتتها قبلًا.. تتمنى أن تعود لتشم عبير الوطن الذي تفتقده بعدما خاب حُلمها