وها هي تعود إلى موطنها الصغير الذي فارقته لأكثر من عشرة أعوام، منزلها البسيط القابع بأحد الأحياء الفقيرة والذي يطل على حديقة قَفُرتْ نباتاتها وتعرت معظم أشجارها فتشابكت وشائجها كأشباحٍ تحوم في ليلٍ بهيم، وفي داخل الدار الذي كانت تهابه كمهابة الموت ابتسمت بحنينٍ غريب، حنينٍ تذبذب بخوفٍ أليم،
صمت الجفوة ، حين تتسع المسافات بين الأرواح ، فتتلاشى الرؤية ، ويبقى السمع بلا فائدة ، وتتحطم الكلمات على الشفاه فلا يخرج صوت! ، صمت مذاقه مرّ ، يجر إلي الوحدة والهجر النفسي