وقد تجرأ وتعدّى آل سعود لعنهم الله على كل ذلك؛ على حاكمية الله وعلى ألوهيته وعلى ربوبيته، وكل شيء. فلم يُشركوا في حكمهم أحدًا، وكيف يفعلون ذلك أصلاً وهم محتلون وسارقون وغاصبون؟ وترفَّعوا عن المساءلة والمحاسبة وحتى المناصحة، ومن تجرأ وناصحهم ولو سرًّا نكَّلوا به وبأسرته. وكانت لهم الصلاحية المطلقة في كل شيء يفعلون ما يريدون بالأرض ومن عليها وما في جوفها! وتعدوا وأوغلوا في الاعتداء على ألوهية الله تبارك وتعالى بطلبهم الطاعة المطلقة؛ فلا أمر يصدر عن الملك يحقُّ للمسعودين رفضه أو الاعتراض عليه أو حتى مناقشته! وتعدوا على الله -سبحانه- في ربوبيته بتملّكهم الأرض وما فيها وحتى البشر الذين عليها؛ فكلهم أصبحوا سعوديين وكل شيء صار سعوديًّا!، أي: ملكًا وتبعًا لآل سعود وحدهم.. يتصرفون به وفيه كيفما ومتى شاؤوا. حتى المسجد الحرام أسموا الباب الرئيسي فيه "باب الملك عبد العزيز" باسم المحتل عبد الإنجليز!، ليس هذا فقط وصار هناك رواق جديد في الحرم المكي أسموه "الرواق السعودي". وألزموا الناس بالتلاوة "النجدية" للقرآن باعتبار آل سعود نجديين!، وصار ذبابهم الإلكتروني يردد هذه العبارة نهارًا جهارًا: "لا إله إلا محمد بن سلمان"، ولا يتجرأ أحد من المسعودين على الاعتراض أو حتى الاستنكار على أي شيء من ذلك.. فهل تعون حجم الخطورة والكارثة التي نعيشها؟
وأنا شخصيًّا قمت بأداء تدريب التصور هذا مع العديد من الطلاب الذين أدرِّس لهم بالجامعة، وكنت أقول لهم: "افترضوا أن حياتكم لن يبقى فيها سوى هذا الفصل الدراسي فقط. ومن المفترض أن تكونوا طلبة حسني السلوك. تصوروا كيف ستمضون آخر فصل دراسي لكم". وفجأة أخذت الأمور قالبًا مختلفًا. فقد ظهرت على السطح قيم لم يدركوها من قبل.
يا سادة .. لماذا كل هذا التشويه والتزييف ؟ لماذا نهزم أنفسنا ونحفر قبورنا بأظافرنا ؟ لماذا نوفر على أعدائنا المعركة ونطعن صدورنا طعنة الموت بأيدينا ؟ لماذا لا نرى طلعة الفجر وابتسامة الوليد وتفتح الورود ؟ .. لماذا لا نرى الخير والأمل ؟ .. لماذا لا نقدم فنا إيجابيًا يجمع الشمل ويداوي الجرح ويقدم الحلول ؟ .. لماذا نقع في سذاجة في الحفرة التي حفروها لنا ؟ .. لماذا لا نقرأ التاريخ ونعى الدرس ؟ حروب ال