إن سألوك عن العدل، فأجب بابن الخطاب، فلم ينم مسلم ولا ذمي قط في عهده إلا وقد ترك الجوع معدته، وما فارق النوم مضجعه.
إنه الفاروق يا أمى، الفاروق عمر ابن الخطاب، صاحب رداء العدل وسلطان الحق!
فقال: أنا ذاهب، ولن أعود للقصر، فما رأيك أن تأتي معي؟، فقال الملك: مستحيل طبعًا أن أترك القصر، ما هذا الطلب الغريب؟، فردَّ عليه الزاهد: هذا هو الفرق بيني وبينك، أنا لا أمانع في أن أسكن تحت شجرة، أو أن أسكن في قصر، ففي كل حال من الأحوال نعمة من الله عليَّ أراها، والآن أنا لا أمانع في ترك القصر، أنا كنت في داخل القصر، ولم يكن القصر في داخلي، ولذلك أستطيع الذهاب بلا عودة، أما أنت فالقصر في داخل قلبك.