تحميل كتاب اغتصاب كان و أخواتها pdf كيف صار لهذا الشاعر المتشرد على أرصفة دمشق، أن يصنع من الكلمات أجنحة للحلم المتمرد، قبل نصف قرن، جاء إلى مائدة الشعر جائعاً، فقلب الطاولة على الجميع ثم صفق الباب وراءه وخرج، وكأي مغن جوال، يشكو آلام العزلة وخراب الروح، حزيناً إلى حدود الصراخ، ووحيداً مثل بدوي تائه في الصحراء في ليلة مظلمة، وها هو يهتدي إلى بوصلة الشعر، ويخترع معادلة جديدة للشعر، لا تشبه أي معادلة أخرى وذلك منذ "حزن في ضوء القمر". وعلى غرار أسلاف الخليل بن أحمد الفراهيدي خاض بحوراً للشعر إلا أنها بلا ضفاف، غير عابئ بآراء النقاد بما يكتب، غير ملتفت إلا إلى صوت روحهه، وكأن كلما وجد ذاته في إطار قام بتحطيمه، لأنه ولد في العراء حيث لا شيء نهائيا في مفازة السراب، هو ذا، أو بعضاً منه محمد الماغوط وإضاءات أشمل وأوسع مدى يلتقي بها القارئ مع طيه صفحات هذه الحوارات التي أخذت طريقها معه.
عرض المزيد