تحميل كتاب مباحث في قوله تعالى (ولكم في القصاص حياة) pdf تحتاج آيات القرآن الكريم إلى أن نقف معها وقفات ونتأمل ما فيها من المعاني العظيمة والأسرار البليغة، فرأيت أن أفردها ببحث تحت عنوان : « مباحث في قوله - تعالى - : ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون 4 [ البقرة : ۱۷۹ ] »، وذلك أن الأمن مطلب فطري شرعي بشري ، كل يسعى إليه، فن بعد الحكومات والمنظمات تضع الأنظمة تلو الأنظمة لحفظ الأمن ، وما تلبث أن تغيرها، أما شرع الله فإنه لا يتغير ولا يتبدل، وصدق الله العظيم القائل : ( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون » [ المائدة : ۰۰ . وسواء أكانت هذه الجاهلية هي الجاهلية الأولى أم الجاهلية المعاصرة ، وإذا كان الأمن هو مفتاح تقدم الأم والحضارات ، وسبب التنمية والسعادة فكيف يفرط فيه عاقل ويبحث عنه في غير مظانه ، فإنه إن فعل ذلك انهدم البناء وانتشر الخوف وعمت الفوضى و كثرت . والشريعة الإسلامية جاءت بعقوبات تناسب الجرائم و تقطع دابرها ، وحد القصاص يستهدف تحقيق المصلحة العامة والخاصة ، وإقامة العدالة بين أفراد المجتمع ، وحقن الدماء ليعم الأمن ويقل الخوف .
عرض المزيد