تحميل كتاب إسلامية لا وهابية الفصل الثالث 1 pdf إن الصراع بين الدعوة وبين خصومها لم يكن في حقيقته صراعاً سياسياً ولا مادياً، ولا صراعاً على المصالح الدنيوية أياً كان نوعها (وإن كانت هذه الأمور من أسبابه). إنما كان صراعاً عقدياً بالدرجة الأولى، ومظاهر الصراع السياسي وغيره جاءت تباعاً؛ لأن الدعوة أعلنت نشر التوحيد والسنة، ومحاربة الشركيات والبدع السائدة وأعلنت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود، وتحقيق العدل ورفع الظلم، والعمل بشرع الله في أمور الحياة وسعت إلى نشر العلم، ومحاربة الجهل والدجل والسحر والفساد. فقد انطلقت الدعوة من قاعدة وهذا يتصادم مع عقائد أهل البدع والأهواء والافتراق، والمنتفعين من شيوع البدع والجهل والتخلف. هذه هي الحقيقة ولا شك. وإن الواقع ليشهد أن هذه الدعوة -رغم التحديات الكبيرة- كانت تظهر وتعلو وتؤتي ثمارها الطيبة حتى في فترات ضعف السلطة، بل وفي البلاد التي لا توجد فيها لها سلطان ولا قوة حين لا تملك إلا قوة الحجة، وما ذلك إلا لأنها تمثل الإسلام الحق الذي كتب الله لـه البقاء والظهور إلى قيام الساعة، ولأنها تملك عوامل البقاء والثبات ومقومات القوة والنصر، ولأنها تستمد القوة من نصرها لدين الله دين الحق والعدل، ومن وعد الله تعالى لكل من نصر هذا الدين ولأنها كانت تخاطب العقول السليمة والفطرة المستقيمة، والقلوب الواعية المتجردة من الهوى. .
عرض المزيد