تحميل كتاب تهافت التهافت انتصارا للروح العلمية وتأسيسا لأخلاقيات الحوار pdf 1998م - 1443هـ يٌعدّ كتاب ابن رشد «تهافت التهافت» بحق أنه دفاع عن الرؤية العلمية وأخلاقيات الحوار، فهو يؤكد على الاعتراف بحق الاختلاف وبالحق في الخطأ، وضرورة فهم الرأي الآخر في إطاره المرجعي الخاص به، والتعامل مع الخصم من منطلق التفهم والتزام الموضوعية، والاعتقاد في نسبية الحقيقة العلمية وفي إمكانية التقدم العلمي. ما شعر به ذلك الأعرابي الذي مر في البصرة يوما -زمن عصر التدوين- علی جماعة من النحاة، يتناقشون في مسائل نحوية فأنصت إليهم؛ ولما لم يفهم من كلامهم شيئا صاح فيهم متعجبا: "تتكلمون في كلامنا بكلام ليس من كلامنا" ص 17 وابن رشد يعاني فعلا -لا في نفسه بل في الذين يتحدثون عنه - من نوع من "الجهل المركب": من "المعرفة" الجاهلة التي تجهل أنا جاهلة. يعاني منها اليوم كموضوع لمعرفة الغير به، بنفس القدر الذي عانى منها كذات عارفة كان عليها أن تواجه جهل "العارفين". وصيحاته في الكتاب الذي بين أيدينا، وفي كتبه الأخرى، ضد جهل "العارفين" بالموضوع الذي يدعون المعرفة به، ص 19 عن معاناة العالم الذي يواجه "الجهل المركب". لنقل بلغة عصرنا: العالم الذي يواجه الإيديولوجيا، التي تقدم نفسها على أنها هي العلم، لا بل "العلم الحق الخالد". ص 19 الذي يجمع، بين هؤلاء الذي احتلوا حيزا هاما علی مسرح الثقافة العربية في القرنين الخامس والسادس للهجرة: ابن سينا (ت 427ه)، الغزالي (505 ه)، الشهرستاني (548ه )، الفخر الرازي (ت 606 ه)، ثم الطوسي في القرن السابع (ت 672 ه). - يجمع بينهم المكان أولا، فهم جميعا من "المشرق"، لا بلغة اليوم بل بلغة عصرهم، أعني :خراسان وما إليها. ابن سینا ولد في قرية أفشنة من أعمال بخاری، الغزالي ولد بمدينة طوس. الشهرستاني من بلدة شهرستان. الرازي من مدينة الري، الطوسي من طوس - ويجمع بينهم أنهم جميعا كتبوا ما كتبوا بطلب، أو على الأقل في كنف، أمير من أمراء الزمان في عصرهم. ابن سينا كتب في كنف أمراء البويهيين الذي عمل وزيرا لهم، والغزالي كتب في كنف وزراء السلجوقين، الخصوم السياسيين والإيديولوجيين للبويهيين. أما الشهرستاني فهو يخبرنا أنه ألف كتابه "مصارعة الفلاسفة" بطلب "السيد الأجل العالم مجد الدين عمدة الإسلام ملك أمر السادة " الخ... نقيب ترمذ.. أما الرازي فقد نال إكراما عظيما من الدولة" مثله في ذلك مثل الغزالي الذي يجمعه به شيء آخر هو: اعتراف كل منهما في آخر عمره. ص 29 .
عرض المزيدفي حالة وجود أي مشكلة تخص الكتاب برجاء إبلاغنا
من خلال او من خلال