تحميل كتاب العلاقة بين العقيدة والفلسفة pdf شرح الكتاب : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. كما ذكرنا من قبل وبالرغم من أن الموضوع الذي تعالجه الفلسفة هو نفس الموضوع الذي يعالجه الدين، فالفلاسفة يزعمون إن مباحثهم تهدف إلى أصل الوجود، وغايته، ومعرفة السبيل الذي يحقق السعادة الإنسانية عجلًا أو آجلًا، هذان هما موضوع علم الفلسفة بقسميها العلمي والعملي. وهما كذلك موضوع علم الدين، وعلى الرغم من ذلك فإن الاختلاف بين الدين والفلسفة اختلاف كبير فهما يختلفان في المصادر والمنابع ويختلفان في المنهج والسبيل ويختلفان في قوة التأثير والسيطرة وكذلك في الأسلوب وطريقة الاستدلال، وفي آثار كل منهما، ففيما يتعلق بالمصادر والمنابع، كما ذكرنا من قبل فالفلسفة في كل صورها عمل إنساني يتحكم فيه كل ما في طبيعة الإنسان من قيود وحدود وقصور وتبرج بطيء نحو محاولة استكشاف المجهول وقابلية للتغير والتحول والتقلب بين الهدى والضلال، والاقتراب أو الابتعاد عن درجة الكمال كما هو من لوازم النقص البشرية. فلذلك أساطين الفلسفة لم يستطيعوا أن يتخلصوا من التأثر بالبيئة التي يعيشون فيها، فكانت تصوراتهم ومعتقداتهم فيها صدى كبير لم يحيط بهم، مثال ذلك أفلاطون فإنا إذا درسنا نتاجه رأيناه يردد الأساطير التي سادت في عصره، الأساطير الوثنية والخرافية التي كانت سائدة في عصره كان متأثرًا بها ويرددها بل كان ينشئ الأسطورة، ويضمنها أفكاره ومعتقداته، بل كثر من أرائه ومعتقداته هي في حد ذاتها أساطير. .
عرض المزيد