تحميل كتاب نور يهدي لا قيد يأسر pdf "تهدف هذه الدراسة إلى المساهمة في إحياء الَّتيَّار العقلانيِّ في الإسلام القائم على اتباع العقل واحترام النقل، وبناء نمط استدلاليٍّ عقلانيٍّ يجمع بين احترام النَّصِّ المقدَّس والاستجابة لحاجات الحياة وتطوراتها ومتغيراتها الهائلة.
كما تهدف إلى التأكيد على إمكان تطوير الشَّريعة الإسلاميَّة بوصفها كائناً حياً قابلاً للتطور والتَّرقيَّة ومزيد من الاكتمال، وذلك في مواجهة التَّيَّار التَّقليديِّ الذي يرى أنَّ مجد الإسلام في تصلبه وأنَّه غير قابل في تشريعاته للتطوير والتحديث.
وتلتمس هذه المحاولة جذورها من أنَّ أعلاماً كباراً في التَّاريخ الإسلامي صرَّحوا بهذا الموقف، وحكموا به أيضاً، ونجحوا في إنتاج تشريعات متطورة في عصورهم تستضيء بالقرآن وتنافس تجارب الأمم الناجحة وتلبي حاجة الأمة في القوة والازدهار والحرية.
"
- وقناعتي أن الشريعة تكتمل باستمرار، وتتجدد باستمرار، وليس مجداً لأيِّ قانون أو أيِّ شريعة أن يتوقف عن التطور، فالحياة مستمرة والجديد كل يوم، والشريعة تملك الروح المتوثبة القادرة على الاجتهاد في كل جديد وتعديل الأحكام وفق مصلحة الأمة، وهو ما اتفق عليه الفقهاء بعبارة لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان.
- إن ما أريد توكيده هو أنَّ تيار العقل والفقه والاجتهاد هو التيار الغالب في التاريخ الإسلامي منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب على الأقل، وأنَّ التيار الرافض للاجتهاد هو دوماً تيار يعبر عن الأقلية ولا يعبر عن الأكثرية، وغالباً ما يكون جمهور الفقهاء في تيار الاستقرار والعقل والاجتهاد، ولو كتبوا أو خطبوا أو وعظوا بخلاف ذلك.
- والخير في الإسلام مبرأ عن الغرض مهما كان نبيلاً؛ بل هو مقصود لذاته، ولا يصح اشتراك شيء مقابل الخير، فهو إحسان لإنسان بغض النظر عن لونه ودينه وجنسه وماله.
- وربما كان الإسلام هو الدين الوحيد الذي مارس أولاً دور النبوة بالهداية والإرشاد والموعظة، ثم مارس دور الحاكم بالإدارة والتنظيم والتدبير، وهو يتطلب تمييز ما بين المرحلتين وحدود ما بين الرسالتين، رسالة الوحي والهدى والموعظة، ورسالة الإدارة والتنظيم والتنمية.
- إنَّ تحقيق طهارة المجتمع مادياً وروحياً، وتوفير مجتمع نظيف وطاهر مكاناً وجسداً هو غاية حقيقية للأمة، ويعدُّ نجاح المجتمع في جوانب النظافة والصحة، وتطور علومها مؤشراً على التزام هذا النظام بقيم الإسلام العظيمة.