تحميل كتاب المغني في الترقيم والتنقيط الاملائي pdf لا أظن أحداً من الكتّاب الأفاضل، سواء كان حوزوياً، أو أكاديمياً ـ لا يهتم بالترقيم، والتنقيط؛ لأن الكتابة بدون هذا الفن ركيكة البنيان، مطلقة العنان، عيية اللسان، ضعيفة البيان؛ فلذا اهتم الكتاب الأفاضل ـ جزاهم الله خيراً ـ بهذا الفن الذي هو جزء لا يتجزأ من الإملاء، ولا يقل أهمية عن (الضوابط، والحركات)، فكما أن الكلمة بدون ضبط وتشكيل تكون، غير دقيقة المعنى، كذلك بدون ترقيم وتنقيط؛ ولأجل ذلك راح الكتّاب يبحثون عن علامات تخفف، أو تضبط معاني الجمل والكلام، فوجدوا هذه العلامات في بعض اللغات، فلاءموها مع الخط العربي، فمثلاً الفارزة في اللغة اللاتينية (’) جعلوها (،)؛ لتنسجم مع الخط العربي الذي يبدأ من اليمين خلافاً للاتيني، وكذا؛ لأن لا تخرج الفارزة عن السطر؛ لأنها مرتفعة، وهكذا مع علامة الاِستفهام في اللاتينية (?) فجعلوها (؟)؛ لتنسجم مع الخط العربي، وأضافوا بعض العلامات، فصارت الكتابة العربية جميلة خطاً، ومنضبطة معنىً، فجزى الله خيراً كل من نفع الناس في أي مكان وفي أي زمان، ونحن في زمان صار فيه أصحاب النفع عملة نادرة، وربما ينقرضون، كما انقرضت الدينصورات!.
عرض المزيد