تحميل كتاب دروس الدورات التدريبية pdf 2009م - 1443هـ دروس الدورات التدريبية لمعلمي اللغة العربية لغير الناطقين بـها ( الجانب النظري ) مُقَدِّمَـة إنّ الحمدَ ِللهِ نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعينُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ ، ونَعوذُ بِاللهِ مِنْ شُرورِ أنْفُسِنا, ومِنْ سَيّئاتِ أعْمالِنا ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ، ومَنْ يُضْلِلْ فَلا هادِيَ لَهُ ، ونَشْهَدُ أنْ لا إِلَهَ إِلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريْكَ لَهُ, وَنَشْهَدُ أنّ مُحَمّداً عَبْدُهُ وَرَسوْلُهُ. ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ] [ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً[ ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً[ أمّا بَعْدُ, فَإِنَّ أصْدَقَ الحَديْثِ كِتابُ اللهِ, وأحْسَنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمَدٍ, وشَرَّ الأُمورِ مُحْدَثاتُها , وكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَة, وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٍ, وكُلَّ ضَلالَةٍ في النارِ. وبَعْد : فهذه دروس نظرية للدورات التدريبية لمعلمي اللغة العربية لغير الناطقين بها، وقد توخينا فيها الاختصار بما يتناسب وزمن الدورات الذي لا يتجاوز في الغالب ثلاثة أسابيع . وهذه المذكرة جهد مقلّ اعتمد معدّها على الانتقاء في عملية الجمع والاختيار، وقد يقع فيها من الخطأ ما يقع للعمل البشري؛ ومن هنا فإنني أشكر لكلّ من صوّب لي خطأ، أو سدّ نقصا، أو قدّم اقتراحا. المُدَرِّبون علم اللغة وتعليم اللغة ، وبين عالم اللغة ومدرِّس اللغة : [1] أصبح واضحاً لدى الكثيرين - الآن - أن علم اللغة شيء ، وأن تعليم اللغة شيء آخر ، رغم ما بينهما من صلات وثيقة . وقد أدرك كثير من اللغويين أن مهمتهم الأساسية ، هي الوصف العلمي للظاهرة اللغوية ، وتحليل بنيتها . أما تعليم اللغة فمجال آخر، يخرج عن دائرة اختصاصهم. ( إن جل ما يستطيع اللغويون ، بصفتهم لغويين تقديمه لنا من مساعدة ، ينحصر في وصف اللغة ، ومقارنتها فقط . قلما يكون اللغويون مدربين ، خارج نطاق علم اللغة ، الأمر الذي يجعل اللغوي في حديثه عن تدريس اللغة ، أو تعلمها ، لا يعكس أية خبرة ، بل ربما قال ، أو كتب أشد الأمور سخفا ، وأقلها واقعية ، وهذا ما حدث بالفعل في الماضي ، وسوف يتكرر حدوثه ، ما دمنا نحيط اللغويين بهالة من الحكمة الشاملة ) . ذلك هو علم اللغة تعريفا وموضوعا ومجالا ، فإذا انتقلنا إلى موضوع تعليم اللغة ومجالاته ، فيجب القول بأن موضوع تعليم اللغة ينحصر في محاولة الوصول إلى أفضل المناهج والطرائق ، وأحسن الأساليب التي يتم بها تعليم اللغة ، وبهذا فهو يتناول الكيفية التي يتعلم بها الإنسان اللغة ، سواء أكانت لغة أُمّا أم أجنبية. ( تدريس اللغة جهد منظم ، يقوم به المدرس ؛لإحداث تعلم اللغة لدى تلميذ ، أو أكثر من الناطقين بلغات أخرى غير اللغة هدف التعلم . . . فإن تدريس اللغة يمكن أن يكون كما نريد له نحن، أن يكون على أسس وقواعد نختارها نحن، لمناسبتها لموضوعنا ومقاصدنا). يتضح لنا مما سبق أن دراسة اللغة غير تعليم اللغة ، كما أن عالِم اللغة يختلف عن مدرس اللغة. وإذا كان عالِم اللغة يستطيع أن يقوم بعمله ، وهو مستقل تماماً عما يحدث في مجال تعليم اللغة ، فإن مثل هذه الاسـتقلال ، لا سبيل إليه بالنسبة لمدرس اللغة . ومن جهة أخرى ، فعالم اللغة له مجاله الخاص ، ويتم إعداده وفق خطة معينة . ومدرس اللغة هو الآخر له مجاله الخاص ، ويتم إعداده وفق خطة معينة ، تختلف عن الخطة السابقة . وليس مطلوبا من مدرس اللغة ، أن يكون عالما في اللغة متعمقا في نظرياتها ، وإن حدث هذا ، فقد يضر أكثر مما ينفع . إن المطلوب من مدرس اللغة أن يلم بأساسيات علم اللغة الحديث ، مع التركيز على الجوانب ذات الطبيعة الوظيفية منه . ولا يفهم من كلامنا هذا ، أن عالم اللغة مُحرّم عليه القيام بتعليم اللغة ، وإنما له ذلك ، إذا توفرت لديه الموهبة ، وتلقى تدريبا ملائما في مجال تعليم اللغة. (وكل هذا يعني أن عالم اللغة -تاريخيا– كان ، أو وصفيا ، أو جغرافيا – ليس بطبيعته ذا موهبة لتعليم اللغات المتكلمة ؛ وإن كان يوجد بينهم من يحمل هذه الموهبة . إن معلم اللغة ، ليس في حاجة إلى أن يكون عالم لغة ، بأي معنى من المعاني الثلاثة ، وعالم اللغة ليس في حاجة كذلك ، إلى أن يكون معلم لغة ) . إن مجال تعليم اللغة شديد الصلة بمجال الدراسة اللغوية ، وذلك لأن اللغة هي الموضوع الذي سنقوم بتعليمه . وهذا يعني ضرورة معرفة مدرس اللغة باللغة : حقيقتها وطبيعتها . وتلك المعرفة ، إنما تتحقق عن طريق علم اللغة ، الذي لا يمكن معرفة اللغة معرفة علمية دون الاستعانة به . ( تقتضي عملية تعليم اللغة ، إلماما أوليا بقضايا اللغة ، وذلك لأن من يرغب في أن يعلم اللغة ، لا يكون بمقدوره القيام بعمله على نحو فعال ، ما لم تكن له الخبرة الكافية باللغة وبطرق تحليلها . من هذه الزاوية ، بإمكاننا التكلم عن العلاقة بين الألسنية ، أو علم اللغة الحديث ، وبين عملية تعليم اللغة . وهذه العلاقة تبدو واضحة وطبيعية بالنسبة لأستاذ اللغة ، المطلع على مجالات الألسنية المتنوعة . وبطبيعة الحال، لا يدرك أستاذ اللغة، الذي لم يطلع بعد على هذه المجالات أهمية هذه العلاقة ) . لا يستطيع مدرس اللغة أداء عمله بشكل صحيح ، إذا لم تكن لديه دراية علمية باللغة ، وإلا كان عليه أن يعلم شيئا يجهله . ومن ناحية أخرى ، يجب على مدرس اللغة الاطلاع على الجهود التي يقوم بها علماء اللغة ، والانتفاع بها في مجال عمله ، وإلا اتسم عمله بالقصور والنقص . وهذا الجانب اللغوي أحد الجوانب الرئيسة في إعداد مدرس اللغة وتأهـيله . ( ولكن معلم اللغة ، لا بد أن يكون مؤهلا ، لتلقي إرشادات عالم اللغة ، وراغبا في تطبيقها على تدريس اللـغة . ومهما كانت الـمعلومات ، التي يقدمها لـه عالم اللغة ، فهي مفيدة في وظيفته . ومما لا شك فيه أن معرفة مدرس اللغة باللغة ، تشكِّل الطرائق والأساليب التي يستخدمها في تعليمها . فالذي ينـظر إلى اللغة نظرة تقليدية ، يخضع طريقته في تعليم اللغة إلى تصورات تلك النظرة التقليدية ، وهكذا … ( وتجدر الإشارة هنا ، إلى أن فهمك لعناصر اللغة ، سيتحكم بدرجة كبيرة في الطريقة التي تعلّمها بها . فإذا كنت – على سبيل المثال– تعتقد أن الاتصال الشفوي ، يمثل مفتاحا للنجاح في تعلم اللغة الثانية ، فسوف تركز الاهتمام على الأنظمة الشفوية . وإذا كنت ترى أن اللغة ظاهرة في الإمكان تحليلها إلى آلاف من الأجزاء الصغيرة ، وأن هذه الأجزاء يمكن تعليمها على حدة ، فسوف تركز الاهتمـام على هذه الأجـزاء ، وتقدمها بـطريقة منـفصلة . . . ) -------------------------------------------------------------------------------- .
عرض المزيد