تحميل كتاب العنف الفطري والعنف المكتسب pdf لا شك أن هذا الموضوع يحيا في أحضان العنف العام ينفصل ببنيته، ويتأثر في مناخه ويتغذى من منظومته، لا يصح أن نقول أن (العنف قابله التاريخ وأنه من صنع الطبيعة، وبالتالي فهو صيغة إنسانية لامتلاك زمام الحياة) ، بل هنالك قابلة أخرى مشرقة لولادة الحياة، وإلا فكيف نفسر هذه الإنجازات الخيرة للإنسانية عبر التاريخ، بل كيف نفس انحسار دائرته ومشروعيته عموماً في حياتنا. ومع ذلك يجب أن نؤكد أن العنف في التاريخ والمجتمعات لا تزال له صولات وجولات حتى في حياتنا الحديثة، أي في ثورات التكنولوجيا والاتصالات والثورة البيولوجية وغير ذلك، وبالتالي فكيف نفسر هذه الأفكار الكبرى التي طرحت في راهنيتنا أمثال: الفوضى الخلاقة وصدام الحضارات ونهاية التاريخ والحروب الاستباقية. وهنا أسجل ملاحظة سريعة، هي أن العنف يختفي، كلما كانت الدولة شرعية، ثم أخذت في بناء مؤسساتها العامة المجردة التي تخاطب الناس بصفاتهم لا بذواتهم، وبالعكس فالسلطة المشخصة التي تمتزج بالحاكم وإرادته، ونحن نضع في مواجهة السلطة المشخصة الدولة القانونية، حيث الشعب صاحب السلطة وما الحاكم إلا وكيل للجماعة. وكما قلنا سابقاً فالعنف بالأساس عمل تدميري وليس له مشروعية في ذاته إلا إذا كان خادماً خاضعاً للرسل والبينات ومصالح الشعوب وممارساً في أضيق الحدود،
عرض المزيد