تحميل رواية رجل بلا صفات pdf "وزعم الصديق الشاب القديم أنه يسره أعظم السرور حقاً أن يرى فيشل من جديد، ومشكا فيشل من التطور الرديء للزمن ومن العمل الثقيل ومن إنحلال الأخلاق بصورة مطلقة قائلاً أن كل شيء قدبات مفرطاً في المادية والشرع، وردّ أو لريش قائلاً: "على أنني كنت أحسب للتوّ أن في وسعي أن أحسدك إذ لا بد لمهنة التاجر أن تكون مصحاً حقيقياً للنفس بلا ريب! فهي على الأقل المهنة الوحيدة ذات الأساس النظيف من الناحية النظرية، وأكد فيشل قائلاً: "إنها كذلك!"، وأضاف قائلاً بإكتئاب: "فالتاجر يخدم التقدم البشري ويكتفي بمنفعة مشروعة وهو يعاني في هذا السبيل معاناة مساوية لكل امرئ آخر على وجه الدقة!".
وكان أولريش قد أعرب عن إستعداده لمرافقته إلى البيت، وحين وصلا إلى هناك وجدا جواً متوتراً إلى أقصى الحدود، كان قد حضر كل الأصدقاء، وكانت تدور رحى معركة كلامية كبرى، وكان هؤلاء الشباب ما زالوا يتردّدون على المدرسة الثانوية أو كانوا في الدورات الأولى من المعاهد العليا وكان بعضهم يقوم بوظيفة التجار.