تحميل كتاب حنان قليل pdf أسامة- امرأة.. إنني لم أر في حياتي امرأة أو رجلا مسترجلا مثلك. وبالطبع الرجل هو الذي يحكم على أنوثة المرأة..
ليلى " ساخرة" اعتقد إن أمامك خمسين سنة على القراءة والفهم حتى تتمكن من أن تحكم على أنوثتي وتفهمها.
أسامة- ها ها من قال إن الأنوثة في الكتب.. إنها إحساس فطري يشعر به الرجل نحو المرأة.
ليلى- كل إحساس فطري يحتاج إلى التهذيب, والدراسة والتطور. إن الرجل يعيش في الغابة يفهم أنوثة المرأة فهما يختلف عن الرجل الذي يعيش في نيويورك... إن الأنوثة منذ خمسين عاما كانت تختلف تماما عن الأنوثة هذه الأيام.. ثم دعني أسألك أولا... ما هي الأنوثة؟
أسامة- الأنوثة... هي الجمال.
ليلى- الجمال؟ أي جمال؟
أسامة- جمال المرأة.
ليلى- أي شيء في المرأة؟
أسامة- جسمها .... ووجهها.
ليلى- جسمها ووجهها؟ هل هذا هو الجمال... إن جسم المرأة ووجهها ليسا إلا جلدها الخارجي , تستطيع أن تغيره كالحرباء.. مرة خضراء على العشب. وأخرى صفراء على الرمال.. إن الجمال في رأيك يوجد في علب أنيقة في الصيدليات, ومحلات الخردوات ويستورد لنا من ماكس فاكتور وكريستيان ديور..
أسامة- أين يوجد الجمال إذن؟
ليلى- تحت الجلد, في الدم.. الدم الذي يجري في كل كيان المرأة ويغذي قلبها ومخها... الدم الذي يرسم روح الجسم ويحدد تعبيره وأحاسيسه, ومفاهيمه... وملامحه...
أسامة- وإذا كانت الملامح قبيحة؟
ليلى- القبح ليس في الملامح.. القبح في الدم ... تصور امرأة عيناها واسعتان براقتان ولكن نظراتها تشع الكراهية أو الغيرة أو التكلف أو البرود... هل تقول أن عينيها جميلتان؟ إن جمال العينين يكمن في جمال النظرة... النظرة التي تعبر عن المعنى الجميل, كالحنان, أو الحب, أو الرقة, أو التسامح... النظرة الدافئة الطبيعية التي تشعرك انك أمام عينين نابضتين بالحياة يجري فيهما دم ينفعل, ويتأثر, ويعكس صور الحياة كلها, وليستا عينين متشنجتين تروجان وتجيئان كقطعتي زجاج.
أسامة- في الواقع إنني لم ادرس علم النفس, ولا علم الأرواح.. إنني احكم على الناس بمظهرهم... ليس لدي وقت ألان أغوص في الأعماق.. إني أضيع حياتي لو إنني فعلت ذلك..
ليلى- بل انك تضيع حياتك, لأنك لا تفعل ذلك..
أسامة- اسمعي يا ليلى.. لقد ضقت ذرعا بهذه المناقشة إنني احبك لكنك تعملين على القضاء على هذا الحب..
ليلى- حب؟؟.. انك لم تحبني قط... لقد أحببت امرأة غيري تلبس جلدي..
أسامة- انا لا افهم هذه الالغاز.. انا رجل مهندس... لا افهم الا في الهندسة.. ولكنني لا امانع ان تكون هوايتك اعتناق هذه الالغاز.. على الا تتعدى حدود النظريات... أتعرفين؟ لا تتعدي الكلام؟ وألان.. ماذا تنوين عمله؟.. ما زلت مصرة على الطلاق؟
ليلى- طلاق؟ تلك الورقة التي يكتبها المأذون لنصبح غرباء!.. ولكن الم تشعر أنا كنا غرباء ونحن في سرير واحد؟
أسامة- ولكن هذا الجنين يشهد على أننا لم نكن غرباء..
ليلى- الجنين لا يشهد على شيء ا على الزواج. إنني أحس انه ليس طفلي.
أسامة- ليس طفلك.؟... ماذا تقولين؟
ليلى- لست إلا وعاء يحمله ويغذيه.. انه قطعة غريبة عني..