تحميل كتاب اعتماد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب على الكتاب والسنة pdf 1991م - 1443هـ وبعد: فقبل أن أبدأ الحديث عن الدعوة السلفية التي قامت في أواسط القرن الثاني عشر الهجري بقيادة الإمام المصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ عليه رحمة الله ـ فإنه لا بد من لمحة عامة عن حال الجزيرة العربية قبل هذه الدعوة السلفية، فقد شهد القرن الحادي عشر الهجري والنصف الأول من القرن الثاني عشر تحولا في المفهوم الإسلامي لحقيقة التوحيد وحقيقة الشرك بالله سبحانه وتعالى، فعبدت الأشجار والأحجار، وأقيمت الطقوس الخرافية والبدع المصطنعة، وشيدت القبور، وقدمت النذور لغير الله سبحانه وتعالى، ولغربة الإسلام وغلبة الطغام راجت في المجتمع أشكال من البدع المحدثة التي ليست من الإسلام في شيء، حتى في منطلق الدعوة والرسالة مكة والمدينة اللتين شرفهما الله تعالى بنزول القرآن، ومبعث خاتم الرسل والأنبياء، وراج في الناس الشعوذة والسحر وكان وراء ذلك كله علماء السوء الذين يحرفون الكلم عن مواضعه، ويروجون للعامة والدهماء الأحاديث الموضوعة المخالفة لصريح القرآن والثابت من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. في هذه الأجواء وفي هذا المجتمع الحالك بظلمة الضلالة والبدعة والفساد قام شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب بدعوته، فحارب الشرك بالله مستعينا به، وأعلنها في الملأ بأن دعاء غير الله من ملك أو نبي أو ولي شرك بالله تعالى، وأن من اتخذ بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم فإنه يكفر بإجماع المسلمين، دليله في ذلك كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما درج عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، كما حارب كثيراً من المنكرات والمحرمات في الشريعة الإسلامية من تعاطي السحر والاعتقاد في الطيرة والأنواء والاعتقاد بأن من الأيام أيام نحس وشؤم وغير ذلك مما علق بأذهان الناس واعتقدوه أمراً مباحاً، ولازالت رواسبه في أذهان العوام في كثير من البلاد الإسلامية. ومن الأمور الأساسية التي ركزت عليها تلك الدعوة السلفية إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة. .
عرض المزيدفي حالة وجود أي مشكلة تخص الكتاب برجاء إبلاغنا
من خلال او من خلال