أما بعد فقد وجدنا أن تُخفى كنوز رحلة ابن بطوطة في مكان لا يعلمه إلا ثلاثتنا، لعلها تكون سعدًا لزمان من يجدها وعلاجًا لمن أراد من الدنيا ابتهاجًا، وهبة لمن سعى في الأرض خيرًا وبحثًا لنفع الناس، وبعد أن قضت العقول وحكمنا بالمعقول والمنقول، ولما كانت ذخائر الأرض ونفائس الخبايا مطمح الآمال، فكان لنا من المشورة على شمس الدين ابن بطوطة بإيداع كنوزه التي جمعها من سائر الأمصار في خزانة لها اثني عشر مفتاحًا، فإن كانت همم الرجال في زمان ما، مثل همته حفظه الله، لأتاه الله من فضله وسار على درب الترحال، بحثًا بين الأمم ولقي الملوك والعلماء في سائر الأقطار.
ولعل قارئ رسالتي هذه التي حفظنا منها نسخة منها بحوزة واستزادة أمير المؤمنين أبو عنان المريني، ونسخة أخرى بطنجة حيث أضاف لها ما أضاف وذيلها الشيخ الرحالة بعجائب الكلمات، وقد زدنا في كل نسخة ما ورد على لسان ثلاثتنا من دوافع لفعل ذلك، وكل منا أخذ على عاتقه إخفاء رسالته، وإن كانت المقاصد خيرًا فعلى من يجد الذخائر أن يُخرج ثلثها إلى الله لعلها تكون شفاعة وصدقة لمن أتوا من بعدنا.
الكتاب غير متوفر علي مكتبة فور ريد للحفاظ علي حقوق المؤلف ودار النشر
الكتاب متوفر للمراجعة والإقتباس فقط للقراء
البحث عن كتاب أخر