كتاب تاريخ الاسلام ج29
الكاتب شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان الذهبى
قراءة كتاب تاريخ الاسلام ج29 pdf 1987م - 1443هـ يدخل كتاب تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام في دائرة اهتمام الباحثين والطلاب المهتمين بالدراسات التاريخية؛ حيث يقع كتاب تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام ضمن نطاق تخصص علوم التاريخ والفروع ذات الصلة من الجغرافيا والآثار وغيرها من التخصصات الاجتماعية. ومعلومات الكتاب كما يلي: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام هو أشهر وأكبر ما ألفه الإمام الذهبي يعتبر من أهم الكتب الموسوعية الضخمة التي صنفها المؤرخون المسلمون، وهو كتاب تاريخ وتراجم معا، يختلف عن الموسوعة الضخمة الأخرى للمصنف المعروفة ب"سير أعلام النبلاء". وكما يستشف من العنوان فهو رصد للتاريخ الإسلامي، بداية من الهجرة النبوية وحتى سنة 1300م/700هـ مبنيا على 70 طبقة (أي 700سنة حسب التقويم الهجري). هذه الفترة تشكل إطارا زمنيا هاما في نشأة حضارة جديدة اتسعت جغرافيا لتلامس الشرق والغرب وتأثر فيهما بجوانب أخرى. فترة شهدا أحدثا عظاما وثقها الذهبي مع تراجم للمشهورين (بلغ عددهم أربعين ألف شخصية) في كل ناحية من نواحي الحياة، الشيء الذي ميزه عن باقي الكتب. كما يتميز الكتاب أيضاً على سير أعلام النبلاء بترجمة لرجال آخرين غير موجودة فيه منهم المشاهير كالراشدون الأربعة ومنهم المجاهيل. التزم الذهبي 3 خطط : من الهجرة (بدء الكتاب) حتى سنة 40هـ، وفيها دمج كلامه عن الطبقات الأربع، وخلط فيها ذكر الوفيات بالحوادث. من سنة 41هـ حتى 300هـ وفيها ساق تراجمه حسب الطبقات. من سنة 300هـ حتى 700هـ وفيها ساق تراجمه حسب وفيات كل سنة، مرتبة على حروف المعجم باعتماد اسم الشهرة. الكتاب حافل بالتشويق لما تضمنه من كل شاردة ونادرة بالاختصار. ويحتوى الكتاب على مادة واسعة في التاريخ السياسي والإداري، انتقاها من مصادر كثيرة ضاع معظمها فلم تصل إلى أيدينا، وعلى ذكر للأحوال الاقتصادية للدولة الإسلامية والتطورات التي حلت عليها. ويصور الكتاب الحياة الفكرية في العالم الإسلامي وتطورها على مدى سبعة قرون، ويبرز المراكز الإسلامية ودورها في إشعاع الفكر ومساعدة الناس، وذلك من خلال حركة العلماء وانتقالهم بين حواضر العلم المعروفة وغير المعروفة، واتساع الحركة وقت دون آخر؛ الأمر الذي يظهر مدى ازدهار المراكز الثقافية أو خمول نشاطها. ويبين الكتاب من خلال ترجمته لآلاف العلماء وعلى مدى القرون الطويلة التي تعرض لها اتجاهات الثقافة الإسلامية وعناية العلماء بعلوم معينة، ويكشف عن طرائقهم في التدريس والإملاء والمناظرة، ودور المدارس في نشر العلم والمذاهب الفقهية في أنحاء العالم الإسلامي. وهذا العمل الضخم جرت أكثر من محاولة لنشره كاملا، حتى وفق الدكتور عمر عبد السلام التدمري في تحقيقه في نحو خمسين مجلدًا. مقدّمة التّحقيق إنّ الحمد للَّه، والصلاة والسلام على أشرف خلقه، من بعثه في الأمّيّين رسولا، وجاهد في الله حقّ جهاده، وبعد فيعتبر كتاب «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» أهمّ ما صنّفه الحافظ المؤرّخ الثقة شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبيّ، المولود بدمشق في الثالث من شهر ربيع الآخر سنة 673 هـ-. والمتوفّى بها ليلة الثالث من شهر ذي القعدة سنة 748 هـ-. كما يعتبر كتابه هذا من أهمّ الكتب الموسوعيّة الضخمة التي صنّفها المؤرّخون المسلمون، وهو كتاب تاريخ وتراجم معا، وبهذا يختلف عن الموسوعة الضخمة الأخرى للمصنّف، المعروفة ب «سير أعلام النبلاء» . وأجدني لست بحاجة إلى التعريف بالحافظ المؤرّخ الذهبيّ، فهو أشهر من أن يعرّف، ولن أزيد في هذا المجال على ما كتبه الصديق البحاثة الأستاذ الدكتور بشّار عوّاد معروف في تقديمه ل «سير أعلام النبلاء» وقد كفانا المحقّق الفاضل أيضا مئونة البحث في المنهج الّذي اتّبعه الذهبيّ في تدوين «تاريخ الإسلام» ، وذلك ببحثه القيّم عن «الذهبيّ ومنهجه في تاريخ الإسلام» والّذي كان موضوع رسالته التي نال عليها درجة الدكتوراه. وإذا كان لي ما أقوله في هذه المقدّمة المتواضعة، فإنّني أودّ التنويه ببعض النّقاط التي أراها أساسية، وهي: إنّ «تاريخ الإسلام» يتفوّق على «سير أعلام النّبلاء» بالكمّيّة الهائلة التي يحتوي عليها من التراجم، فضلا عن أنّه يتميّز بذكر الأحداث الحوليّة. وإذا كانت التراجم في كتاب «السير» تقتصر على «الأعلام النّبلاء» - كما نصّ المؤلّف على ذلك في عنوانه- فإنّ التراجم في «تاريخ الإسلام» لا تقتصر على «المشاهير والأعلام» كما يقول العنوان، وإنّما تضمّ رجالا غير مشاهير، بل إن البعض منهم يعتبرون من المجاهيل. هذا، مع الإشارة إلى أنّ «الذهبيّ» لم يترجم للخلفاء الراشدين الأربعة- رضوان الله عليهم- في «سير أعلام النبلاء» ، وهم أشهر المشاهير، بينما أفرد لهم جزءا خاصا في «تاريخ الإسلام» . وبالمقارنة بين «تاريخ الإسلام» وكتابي «تاريخ بغداد» ، و «تاريخ دمشق» ، وغيرهما من كتب الرجال، نجد «الذهبيّ» يتفرّد في «تاريخ الإسلام» بتراجم لأعلام لا نجد ذكرا لهم عند غيره، مما يعني أنّه وقف على أسانيد ورسائل ومشيخات لم يسبقه إليها «الخطيب البغدادي» ولا «ابن عساكر الدمشقيّ» ولا غيرهما ممّن عني بالسير والتراجم، رغم تقدّم عصرهم. وهناك ميزة أخرى عند «الذهبيّ» ، لا نجدها عند «الخطيب» و «ابن عساكر» ، وهي إشارته إلى روايات الصحابة والتابعين، وتابعي التابعين في كتب الصّحاح بالرموز التي اعتمدها عند أوّل كل ترجمة. .
عرض المزيد