كتاب ديوان النجاشي الحارثي
الكاتب سهيل صابان
قراءة كتاب ديوان النجاشي الحارثي pdf 1999م - 1443هـ نبذة عن الكتاب : يدخل كتاب ديوان النجاشي الحارثي – قيس بن عمرو في دائرة اهتمام الباحثين في مجال اللغة العربية بشكل خاص والباحثين في المجالات الأكاديمية وثيقة الصلة بوجه عام حيث يقع كتاب ديوان النجاشي الحارثي – قيس بن عمرو في نطاق تخصص علوم اللغة العربية ووثيق الصلة بالتخصصات الأخرى مثل البلاغة اللغوية والأدب العربي والشعر والنثر وغيرها من الموضوعات اللغوية التي تهم الدارس في هذا المجال. الهجرة إلى الحبشة عندما يشعر المرء بالاضطهاد في أي عصرٍ وأيِّ زمانٍ ومكان بسبب أفكاره وعقائده فإنَّه لا يفكر سوى بالخروج لينجو بنفسه وعائلته ويُتابع ما بدأه، لكنَّ الهجرة في عصر النبي -عليه الصلاة والسلام- كانت تختلف كل الاختلاف عن الهجرة الحالية فوقتها هاجر المسلمون ليحموا الدعوة؛ فلا بدَّ من حاضنةٍ هادئةٍ يستطيعون من خلالها أن يدعوا لعبادة الله وحده لا شريك له، ففكر النبي بالخيارات أمامه فكان أفضل خيار هو الحبشة لأنَّ فيها ملكٌ لا يُظلم عنده أحد، فكان ذلك وتمَّ أمر هجرتهم ولا بدَّ من الحديث عن ملكهم النجاشي وقصة إسلام النجاشي.[ النجاشي إنَّ من أصعب القرارات التي من الممكن أن يتخذها المرء هي مفارقة أرضه التي وُلد فيها ونشأ عليها ليذهب إلى بلدٍ هي أقل من بلده فيكون فيها غريبًا بعيدًا عن الأماكن التي نشأ فيها لكن ذلك كله يهون في سبيل المحافظة على دعوة الله وحده لا شريك له، وكانت من أولى الخيارات التي اتّخذها رسول الله للمسلمين هي هجرتهم إلى الحبشة لأنَّهم يدينون بالمسيحية التي هي الأقرب إلى الإسلام ومن ثمّ فإنَّ ملكها عادل لا يظلم أحدًا وكان ذلك الملك هو أصحمة بن أبحر النجاشي واسمه باللغة العربية عطية وأمّا النجاشي فهو لقبه إذ كان يُطلق على ملوك الحبشة اسم النجاشي كما على ملوك الروم قيصر وملوك الفرس كسرى، ولكنَّ الرجل الذي اعتاد قلبه على العدل ورفع الظلم فإنّ النور لن يعدم الطريق إلى قلبه لذلك فقد كانت قصة إسلامه شهيرة ولا بدَّ من الحديث عن قصة إسلام النجاشي. قصة إسلام النجاشي للحديث عن قصة إسلام النجاشي لا بدَّ من البدء من الأحداث الأولى، عندما أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصحابه أن يتوافدوا في الهجرة إلى الحبشة التي سيتخذوها مركزًا جديدًا للدعوة الإسلامية ولكن الشرك والطغيان أبى إلّا أن يكون تلك اليدّ التي اعتادت على التخريب فيلحقون بهم إلى الحبشة وعلى رأسهم عمرو بن العاص قبل أن يمنّ الله عليه بالإسلام ويطلب من النجاشي تسليمه المسلمين، فيقف الفريقان في مناظرةٍ أمام النجاشي فعمرو بن العاص في جهةٍ وجعفر بن أبي طالب في جهة أخرى، ويبدأ جعفر بقوله: "أيّها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، يأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه دعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام" فيتأمل النجاشي ذلك القول ويُقلّبه في عقله محاولًا أن يجد تفسيرًا له وكان عالمًا بدين النصرانية وعيسى والأنبياء من قبله فيطلب من جعفر أن يتلو عليه شيئًا من القرآن ليبدأ جعفر بقراءته من سورة مريم: {كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا}[٣] حتى يصل إلى قوله تعالى: {قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا}[٤] فشاء الله أن يدخل نور الإيمان إلى قلبه ليرفض تسليم المسلمين ويؤمن بالله العظيم ليحق الله الحق بكلماته ولو كره الكافرون وفي ذلك تمام الحديث عن قصة إسلام النجاشي.[ .
عرض المزيد