كتاب اتحاف البررة بما سكت عنه نشر العشرة
الكاتب مصطفى بن عبد الرحمن بن محمد الازميري
قراءة كتاب اتحاف البررة بما سكت عنه نشر العشرة pdf 2007م - 1443هـ ثم أما بعد. فإن علم القراءات من أهم العلوم لتعلقه بكتاب الله تعالى، والقراءات القرآنية منحة ربانية من رب البرية تبارك وتعالى؛ تيسر أمر قراءة القرآن، وتسهل تعليمه وتعلّمه لأبناء الأمة. وقد تدرج التأليف في هذا العلم مثله مثل أي علم من العلوم حتى استقر علما من أعظم العلوم القرآنية على الإطلاق. وقد بدأت القراءات القرآنية مع نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث جاءه جبريل عند أضاة بني غفار فأمره أن يقرأ بحرف وظل الرسول صلى الله عليه وسلم يستزيده حتى قال له: «إنّ الله يأمرك أن تقرئ أمّتك على سبعة أحرف، فأيّما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا» (1). ثم جمع عثمان المصحف على حرف قريش، وأقر الصحابة هذا الجمع كما هو مشتهر، ثم علّم الصحابة ما تلقوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم للتابعين، وعلمه التابعون لمن بعدهم، وحفظ هذا الفن في الصدور ثم بدأ يخرج على السطور، وكان همّ العلماء الأول ضبط القراءات التي أخذت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكان كل تلميذ يضبط في كتاب خاص ما تلقاه عن شيخه على شكل قراءات فردية، فوصل إلينا مجموعة من الكتب في أوائل المائة الثانية على أيدي جماعة من العلماء كابن تغلب، ومقاتل بن سليمان، وأبي عمرو البصري، غير أن التنظيم والترتيب والتبويب لم يكن في هذه البدايات، وألف الإمام نافع (ت 169) (كتاب في القراءات)، وهو منسوب إليه وموجود في الظاهرية بدمشق فيكون كتابه إن صحت النسبة إليه أول ما كتب في القراءات (1)، وألف الإمام يعقوب الحضرمي (ت 205) كتاب الجامع وهو موجود بكمبردج بعنوان (تهذيب قراءة أبي محمد يعقوب بن اسحاق) (2). .
عرض المزيد