كتاب هداية المهتدين إلي إياك نعبد وإياك نستعين
الكاتب احمد محمد الحسن محمد الامين
قراءة كتاب هداية المهتدين إلي إياك نعبد وإياك نستعين pdf 2008م - 1443هـ " طلب الهداية (اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ) " (أ) الهداية في الآية بمعنى : طلب التوفيق والإرشاد إلى الحق، والدلالة عليه، والثبات على الصراط إلى الممات . والمعنى : ألهمنا يا ربنا ووفقنا وأرشدنا ودلنا على طريق الخير والهدى والفلاح ، وهو الطريق الموصل إلى الله تعالى وإلى جنته بمعرفة الحق والعمل به ولزوم دين الإسلام وترك ما سواه . (ب) المناسبة : ولما كان الجانب الديني في الاستعانة المذكورة في الآية قبلها هو الأهم، كان طلب المسلم للهداية أهم ما ينبغي على العبد أن يُلح في دعائه لله تعالى بشأنه؛ لأن طلب الهداية من الله تعالى، والاستعانة به سبحانه على تحقيقها، أهم ما يشغل المسلم، وأول أمر يعنيه هو الحاجة إلى الهداية، والعبد وإن كان من المهتدين إلا أنه محتاج ليل نهار إلى سؤال الهداية من ربه، وتثبيته عليها، وازدياده منها، واستمراره عليها، وهو مفتقر في كل ساعة إلى إجابة الدعاء . ومن هنا فإن المسلم يردد طلب الهداية من الله تعالى، وهو يناجيه في صلاته كلها، فريضة أو نافلة، آناء الليل وأطراف النهار وما بين ذلك، عشرات المرات في اليوم الواحد . قال ابن القيم : ولما كان سؤال الله الهداية إلى الصراط المستقيم، أجل المطالب لنيل أشرف المواهب، علم الله عباده كيفية سؤاله، وأمرهم أن يقدموا بين يدي الدعاء حمده سبحانه، والثناء عليه، وتمجيده، ثم ذكرهم عبوديته وتوحيده، فهاتان وسيلتان إلى مطلوبهم : 1- توسل إليه سبحانه بأسمائه وصفاته . 2- توسل إليه بعبوديته والاستعانة به سبحانه . وهاتان الوسيلتان لا يكاد يرد معهما الدعاء . وقد اشتملت سورة الفاتحة في نصفها الأول على هذين النوعين من التوسل، ثم كان الدعاء بعدهما في النصف الثاني، بطلب الهداية من الله تعالى، وسلوك طريق الذين أنعم الله عليهم بالاستقامة والسعادة في الدارين . .
عرض المزيد