قراءة كتاب الوضوح والإبهام في سورة البقرة دراسة أصولية تطبيقية ورقاء عبدالسلام اون لاين

قراءة كتاب الوضوح والإبهام في سورة البقرة دراسة أصولية تطبيقية pdf 2013م - 1443هـ نبذه عن الكتاب: هذه السورة تضم عدة موضوعات.ولكن المحور الذي يجمعها كلها محور واحد مزدوج يترابط الخطان الرئيسيان فيه ترابطاً شديداً فهي من ناحية تدور حول موقف بني اسرائيل من الدعوة الاسلامية عند مجيئها الى المدينة وكل مايتعلق بهذا الموقف من استقبالهم للرسول *صلى الله عليه وسلم * ومواجهتهم له ,ومايتعلق بين العلاقة الوثيقة بين المنافقين واليهود من جهة وبين اليهود والمشركين من جهة اخرى. ومن الناحية الاخرى تدور حول موقف الجماعة المسلمة في بداية نشأتها ,واعدادها لحمل أمانة الدعوة والخلافة في الارض,بعد الاعلان في السورة عن نكول بني سرائيل عن حمل الدعوة واتباع ابراهيم صاحب الحنيفية الاولى ,وتبصير المسلمين بمواقف بني اسرائيل ونقضهم المواثيق وكرههم للعرب والمسلمين وكل موضوعات السورة تدور حول هذا المحور المزدوج بخطيه الرئيسيين تفتتح السورة بتبيان الاصناف الثلاثة التي كانت في ذلك العهد (عند بداية الهجرة للمدينة ) وهم المتقون ,والكافرون ,والمنافقون مع اشارة ضمنية لشياطين المنافقين وهم اليهود الذين تضمنت السورة فيما بعد حملة قوية عليهم . وقصة اليهود مع المسلمين لها موضوعها الخاص ثم نجد دعوة الناس الى عبادة الله الواحد, والايمان بالكتاب المنزل ,وتحدي المرتابين ان يأتوا بمثله ,وتهديد الكافرين بالنار وتبشير المؤمنين بالجنة ثم نجد التعجيب من امر الكافرين بالله وعند هذا المقطع الذي يشير الى خلق مافي الارض جميعاً للناس تجئ قصة استخلاف آدم في الارض وتمضي القصة تبين المعركة الخالدة بين آدم والشيطان حتى تنتهي بعهد الاستخلاف وهو عهد الايمان بعد هذا يبدأ السياق جولة واسعة طويلة مع بني اسرائيل تبين مواقفهم واطباعهم وسندرجها بالتفصيل تتخللها دعوتهم للدخول في الدين وتستغرق هذه الجولة كل هذا الجزء الاول من السورة وتنتهي الحملة بتبيان ان ورثة ابراهيم هم المسلمين وليسوا اليهود كما زعموا و كان هذا استجابة لدعاء ابراهيم واسماعيل *عليهما السلام * وعند هذا الحد يبدأ سياق السورة يتجه الى النبي والمسلمين ,حيث يأخذ في وضع الاسس التي تقوم عليها الجماعة المسلمة فقد كانوا حديثي عهد بالمدينة وكانت قاعدتهم الجديدة وكانوا في مكة مضطهدين وليست لهم قاعدة اما الان وقد اصبحت لهم قاعدة فقد آن الاوان ان تكون هناك اسس تبين لهم كيف يعيشون وكيف يحملون الدعوة الاسلامية وتجعل لهم طابع خاص يميزهم وتجعل لهم منهج في التصور وفي الحياة خاص ويبدأ في هذا بتعيين القبلة التي تتجه اليها هذه الجماعة وهي البيت المحرم الذي عهد اله لابراهيم واسماعيل ان يقيماه ويطهراه ليعبد الله فيه وحده هذه القبلة التي كان النبي يرغب ولا يصرح في الاتجاه اليها ثم تمضي السورة في بيان المنهج الرباني لهذه الجماعة المسلمة منهج التصور والعبادة ومنهج السلوك والمعاملة وفي مناسبات معينةيرجع السياق في الحديث عن بني اسرائيل من بعد موسى وعن حلقات من قصة ابراهيم ولكن جسم السورة بعد الجزء الاول منها ينصرف الى بناء الجماعة المسلمة واعدادها لحمل امانة العقيدة ,والخلافة في الارض بمنهج الله وشريعته وتمييزها بتصورها الخاص للوجود ,وارتباطها بربها الذي اختارها لحمل هذه الامانة الكبرى . وفي النهاية نرى ختام السورة ينعطف على افتتاحها ,فيبين طبيع التصور الايماني,وايمان الامة المسلمة بالانبياء كلهم وبالكتب كلها ,وبالغيب وماوراءه .مع السمع والطاعة. ومن ثم يتناسق البدء والختام ,وتتجمع موضوعات السورة بين ضفتين من صفات المؤمنين وخصائص الايمان .