كتاب الحرب الباردة الثقافية
الكاتب ف . س . سوندرز
قراءة كتاب الحرب الباردة الثقافية pdf على مدار أكثر من عشرين عاماً كانت وكالة المخابرات الأمريكية تنظم وتدير جبهة ثقافية عريضة في معركة ضارية بدعوى حرية التعبير، وبتعريفها للحرب الباردة بأنها معركة من أجل الاستيلاء على عقول البشر. وبعد أن سكت هدير المدافع وأزير الطائرات ودوي القصف أخرجت الترسانة أثقالها الثقافية: الصحف والمجلات والإذاعات والمؤتمرات ومعارض الفن التشكيلي والمهرجانات الفنية والمنح والجوائز..إلخ، وتكونت شبكة محكمة من البشر الذين يعملون بالتوازي مع الـCIA لتمحو من الأذهان فكرة أن أمريكا صحراء ثقافية وتزرع فيها فكرة جديدة مؤداها أن العالم في حاجة إلى سلام أمريكي وإلى عصر تنوير جديد، وأن ذلك كله سيكون اسمه القرن الأمريكي. راديكاليون سابقون ومثقفون يساريون من الذين تحطم إيمانهم بالماركسية والشيوعية. ومؤسسات وهمية وتمويل سري ضخم وحملة إقناع هائلة في حرب دعاية ضارية تخطط لها وتديرها منظمة الحرية الثقافية التي كانت بمثابة وزارة غير رسمية للثقافة الأمريكية، أو لتكون الزمار الذي تدفع له الـCIA ثمن ما تطلبه منه من ألحان. هنا تضيء الباحثة البريطانية الشابة ف.س.سوندرز (36سنة) جانباً مظلماً في تاريخ أمريكا الثقافي معتمدة على عدد كبير من المقابلات الشخصية، وفحص عدد أكبر من الوثائق الرسمية التي أفرج عنها مؤخراً.. وهنا تظهر أسماء عدد كبير من أبرز مفكري وفناني المرحلة: أشعيا برلين وكليمنت جرينبيرج وسيدني هوك وآرثر كويستلر وإيرفنج كريستول وروبرت لويل وهنري لوس وأندريه مالرو وماري مكارثي ورينولد نيبور وجورج أورويل وجاكسون بولوك وبرتراند راسل وسارتر وآثر شليزنجر الابن وستيفن سيندر... وغيرهم...، وبينما بعضهم تم استخدامه دون أن يدري، كان البعض الآخر على علم واستعداد للتعاون!... إنها القصة كاملة للدور الذي قامت به الـCIA في الحرب الباردة الثقافية، الأمر الذي يجعل من هذا الكتاب عملاً مهما من أعمال البحث التاريخي كما وصفه المفكر إدوارد سعيد.
عرض المزيد