كتاب الدولة مغامرة غير أكيدة
الكاتب جاك باغنار
قراءة كتاب الدولة مغامرة غير أكيدة pdf يرصد المؤلف مشاهد وتحليلات لظاهرة قيام ونشوء الدول وتحللها، والصراع الأزلي بين الدول والأمم عبر التاريخ مستدعيا ما سطره الفلاسفة والمفكرين والمؤرخين الذين تناولوا ظهور وتطور الدولة كمغامرة خاضتها البشرية منذ فجر التاريخ من أجل استمرار وإدارة الحياة على هذا الكوكب.. في هذا الكتاب يستعرض المؤلف عوامل قيام الدول وما واجهته من أمراض وعوائق تفرضها سنن تطور البشرية وتغير المعايير والمفاهيم والنزعات المختلفة التي بعثتها للوجود، و تنتهي دائما بتحللها واندثارها لتقام على بقاياها دول وكيانات جديدة تستجيب للتغيرات الحاصلة.. يقدم باغنار العديد من النماذج لدول قامت وسادت منذ فجر التاريخ ويحلل أسباب وجودها وعوامل تحللها لينتهي الى القول في تحليله لظاهرة تفكك الدول في أوروبا المعاصر التي يقدمها كنموذج لظاهرة تحلل الدولة .... وهكذا كان التناذر الأوروبي الذي أشاد وأسس تحت اسم الاتحاد الأوروبي برج بابل التكنوقراطي الذي كانت هشاشة أركانه وأساساته مدركة بخيبة الشعوب الملتزمة بالطريق التي خيبت آمالها.. وكونها باقية في الحالة الافتراضية ، ترددت الدولة الأوروبية المحتملة حول مصيرها الذي لا تكمن فيه أية عاطفة قومية.. وبواسطة التعسفات و التجاوزات المفرطة والعيوب والنواقص خلخلت الأمم توازن الدول في السيادة المتلاشية، ولم تبد المعايير التي كانت تسمح بشكل تقليدي بتحقيق هوية الدولة ملائمة بشكل كبير. لكن الحيز لم يعد يقبل الحدود ، فالعالم قرية صغيرة تتقاطع بشكل مستمر شبكات محبوكة ومعقدة وأخلى الإقليم المكان لهذه الشبكة وأخلت البنى الداخلية أيضا المكان لكثافة المواصلات المترابطة بشكل جيد.. عن هذا التطور الفعال الذي لا يمكن علاجه يشير الى نهاية الأقاليم.. ولا يستبعد باغنار في تحليله لعوامل قيام وتحلل الدول ودور الأمم في خلخلة كيان الدول، لا يستبعد ان تتحول الحركات الانفصالية التي تشهدها عديد الدول الاوروبية اليوم، مثل كورسيكا وبلاد الغول في فرنسا والفلاند و الوالون في بلجيكا والباسك والكاتالون في اسبانيا وبادانيا في ايطاليا وبافاريا في المانيا والكيبيك في كندا، تتحول الى دول في القريب العالجل.. في هذا الكتاب يقدم باغنار قراءة مستقبلية لظاهرة الدولة من خلال تحليله لنشؤ هذه المؤسسة منذ فجر التاريخ وحتى اليوم تتوقع ثورة عميقة تعيد بناء هذه المؤسسة وفق التطور المحقق اليوم في عالم ألغيت فيه الجغرافيا وتحللت الحدود التي انتجت الدول، بفعل ثورة المعلومات التي تسود العالم اليوم ولا تعترف بالحدود المصطنعة التي تقسمه الى دول، كما تتجاوز في تشكيلها القيم التي كانت تحرك الولاء للأمة، متخذة من عوامل الاقتصاد والمعرفة وسرعة التواصل والمصالح السريعة عوامل أساسية لكسب الصراع وإثبات الوجود
عرض المزيد