كتاب الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير
الكاتب رزقى حنان
قراءة كتاب الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير pdf 1988م - 1443هـ ليس ثمة شيء أسوء على الدين من التعنت والتكبر وعدم التفكير الاكتفاء بالنقل والسرد بذات التطابق دون إعمال العقل والتروي صدقًا؛ ليس هناك أعجب ممن يتعامل مع العقل كزائدة إن لم يتم استئصالها فوجودها لا يضر، طالما كان استخدامها معطل وأكثر ما أعجبني في هذا الكتاب هو أنه لم يقف عند الأسانيد وصحتها، بل ينقد المتون وإن صحت أسانيدها طالما أنها لا توافق العقل والعلم، وتسيء للإسلام ورسوله الكريم الكتاب رغم أنه مُثقل وغزير لكنه بسيط وممتع؛ فيبدأ الشيخ الكتاب بمقدمة تقارب الـ160 صفحة يشرح فيها علم التفسير وأعلامه، وأهم العلوم التي على المفسر تحصيلها وما يجوز للمفسر أن يقوم بتفسيره وما عليه أن يتركه ويغوص في تاريخ تفسير القرآن الكريم من عهد الصحابة والتابعين ومن تلاهم ومدارس التفسير-مدرسة مكة، مدرسة المدينة،مدرسة الشام،مدرسة مصر-وأشهر مفسريها ونبذة عن كل منهم ثم بعد ذلك رحلة في كتب التفاسير المختلفة، أشهرها بالطبع من منهم استعان بالإسرائيليات والموضوعات بكثرة في تفسيره، ومن استعان بها بنسبة أقل ومن تركها نهائيًا، ومن ذكرها مع بيان ضعفها وتوضيح أنها من الإسرائيليات ثم جاءت رحلة الإسرائيليات والموضوعات فقام بتوضيح ماهيتها وأسبابها منها ما استعان به المفسرون من مسلمة أهل الكتاب ككعب الأحبار وغيره لتفسير الآيات القرآنية الخاصة بقصص الأنبياء والأولين فكان الأخذ بلا نظر ولا تدقيق وجاء تفسير قصص الأنبياء المعصومين كما ذكره العهد القديم يتهمون أنبياء الله بأخطاء، ويصفونهم بصفات تستنكر مثلها في بشر عاديين فضلاً عن أنبياء ورسل الله الذين اصطفاهم وفضلهم على العالمين ومنها ما دسته كل فرقة من فرق المسلمين لتجعل الحق في صفها شر ما بلينا به هو تلك الفرق، وتلك الصراعات التي كانت ولا تزال قائمة والتي ربما لن تنتهي إلى يوم الدين كل فرقة تُريد أن تثبت أن الحق معها وفي صفها وما عداها فهو هالك أو كما قال ابن سينا؛ بلينا بقوم يظنوا أن الله لم يهدي سواهم على حساب الله ودينه ورسوله؟ مع الأسف! ولم يتوقف الأمر عند خبث المرويات اليهودية أو نفاق الموضوعات التي تدسها الفرق الإسلامية بل يصرّ البعض على الاعتداد بالأحاديث-المنسوبة كذب للرسول- والتي كذبًا يُقال عنها أحاديث علمية وإعجاز علمي حتى أن البعض يتعامل مع القرآن الكريم كذلك لا أعلم كيف يدرك البعض أن القرآن ليس كتابًا للفيزياء والفلك وأنه كتاب دعوي للوعظ والإرشاد معجز نعم، لكن إعجازه في اللغة والبلاغة والفصاحة التي تحدى بها الله المشركين أن يأتوا بآية واحدة مثلها ويتمادى بهم الغرور حد إنكار الحقائق العلمية والكونية ويلوحون بأحاديث مرفوعة كذب للرسول ألا لعنة الله على الغباء والأغبياء! ولكن العجب كل العجب من تلك الأحاديث التي تطعن في عصمة النبي وكأن بني إسرائيل لم يكفيهم قتل الأنبياء والتشكيك في عصمتهم بالباطل حتى يشككون في خاتم الأنبياء والمرسلين لكن بُطل العجب حين وجدت من يستمع لتلك المرويات بإصغاء دون أن يزجر قائلها بل ويتناقلها ويضمها في كتبه حتى أصبحت لآن حجة علينا وعلى الدين والعجب نفسه يتعجب، حين يستمع لمن يبرر وجود تلك الترهات في كتب الإسلاميات والتفسير والاستعانة بها رحمة الله على العقل والعقلاء بعيدًا عن ثرثرتي، الكتاب ممتع وممتاز ذكر كثير من الأشياء الخاطئة التي نتداولها دون وعي وكثير من الأكاذيب الموجودة في كتب التفسير كحديث الرسول عن فضل قراءة بعض السور وقصة زواجه من السيدة زينب بنت جحش وتفاسير الشيعة ونسب كثير من الآيات على أنها في وصف سيدنا عليّ والمغالاة في قصص الأنبياء، وغيرها كثير مما يحمل القرآن غير معانيه ويلوي بعنق الآيات، وكأنك تقرأ كتاب ميثولوجيا وليس كتاب تفسير لكتاب الله عز وجل لربما كان هذا الكتاب أمل في أنه يوجد من هو قادر على أن ينقد ذاته ويطور ويحسن ويستخدم عقله أعتقد أن لدينا الكثير من الخرافات-ليس على المستوى الديني فقط-بل على كل المستويات ما يستحق أن يُعاد فيه النظر *هامش منذ حوالي تسع ساعات بعد أن انهيت هذا الكتاب وأنا أحاول جمع شتات أفكاري لكتابة مراجعة وافية وموجزة عن هذا الكتاب القيم لكن ويا للأسف جاءت المراجعة مليئة بالثرثرة والآراء الشخصية ولم أستطع تلخيص أهم أفكار الكتاب هل أستطيع حقًا تلخيص أهم ما به؟ كل ما ورد به هام ويستحق القراءة والنتيجة؟ لا تعول كثيرًا على مراجعتي فهذا كتاب لابد أن يُقرأ.. الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير من علوم القرآن ويعتبر كتاب الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير من الكتب القيمة لباحثي العلوم القرآنية بصورة خاصة وغيرهم من المتخصصين في العلوم الإسلامية بشكل عام وهو من منشورات مكتبة السنة ذلك أن كتاب الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير يقع في نطاق دراسات علوم القرآن الكريم وما يتصل بها من تخصصات تتعلق بتفسير القرآن العظيم. موضوع الإسرائيليات من أكثر الموضوعات إشكالًا في علم التفسير، وعلى الرغم من شيوع النقد للإسرائيليات تنظيرًا في العديد من المؤلفات والمقولات إلَّا أننا يمكننا القول بوجود تبايُن للرؤَى تجاه هذا الموضوع، ما بين مؤيّد ومعارض، فثَمّ مفسِّرون قد حشدوا هذه المرويات الإسرائيلية في تفاسيرهم ووظّفوها في بيان معاني القرآن الكريم، وقد كان هذا الخطّ سابقًا في الطرح على الخطّ الناقد لهذه المرويات؛ إذ يرجع إلى السلَف الصالح من الصحابة والتابعين، وإلى أمثال الطبري وغيره من المفسرين المتقدّمين، فهؤلاء جميعًا رووا الإسرائيليات، ولم يجدوا غضاضة في ترجيح الأقوال التفسيرية المستقاة منها، ولا في الاقتصار عليها في بعض المواطن من كتاب الله تعالى، وظلّ الأمرُ على هذا مدةً لم يتخلّق تجاه المرويات الإسرائيلية في التفسير كثيرُ نقدٍ أو استهجان، بل لم يكن للفظة الإسرائيليات كبيرُ حضور في بعض التفاسير المتقدّمة، فمن يتصفح تفسير الطبري كلّه لا يكاد يقع إلا على مواطن محدودة جدًّا ورَدَ فيها هذا اللفظ، ولم يحط به نقد من قِبَل الطبري -رحمه الله-، ثم إنّ النظر لهذه المرويات قد اختلف بمرور هذه الحِقبة وما بعدها، فبدأ النقد للمرويات الإسرائيلية في الظهور شيئًا فشيئًا، وأخذ ينمو ويتزايد إلى أن انعقد تمامه فصار الغالبَ -إن لم يكن الوحيد- على التوجُّه العام عند النظر لهذه المرويات وتناولها، وبدا النقد لها صريحًا من خلال كثيرٍ من التنظيرات عند ابن تيمية وابن كثير وغيرهما من العلماء والمفسّرين، ثم في العصر الحديث وامتدادًا لهذا الخط الرافض للإسرائيليات ظهرت العديد من المؤلفات الناقدة للإسرائيليات في التفسير، وتعالت الدعوات بضرورة تنقية كتب التفسير منها، وبُولِغ في رفضها للحدِّ الذي جعل البعض يطالب بتحريق هذه التفاسير التي تحويها، وللحدّ الذي جعل تصفيتها منها مسارًا علميًّا في عدد من الجامعات تحت مسمَّى «الدخيل في التفسير». ويُعدّ كتاب (الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير) أحد أصداء هذا التوجّه الرافض للإسرائيليات، وعليه نسلط الضوء في هذه المقالة. .
عرض المزيد