رواية مع سبق الإصرار والترصد
الكاتب سهام مرضي
قراءة رواية مع سبق الإصرار والترصد pdf "لماذا باسم الحياة تقتل الحياة، وباسم الجمال يقتل الجمال، وباسم الحب يقتل الحب؟! هي مجموع مقاربات حذرة، ولكنها تقحم الممنوع المسكوت عنه في مجتمع شرقي عرف بخصوصيته الثقافية –السعودية- ولكن الروائية تطرقه بجرأة لتقدم لنا مقاربتها النقدية –الاجتماعية إلى أولويات حياتنا ,أهدافنا.
في "مع سبق الإصرار والترصد" تأخذنا "سهام مرضي" إلى دغل العلاقات الاجنماعية من خلال رصدها لحياة عائلة من الطبقة المتوسطة في قرية بعيدة في المملكة، لتطرح من خلال شخوص روايتها، ومن خلال ما يدور في عالمهم من أحداث ومحطات قضايا لحخطتنا الثقافية والمجتمعية الشائكة، والتفكير في موقعنا في عالم متغير لا ينتظرنا أعوام وأجيال لكي نغير بنانا الذهنية القابعة في الموروث والمفاهيم المغلوطة، لذلك تحثنا الروائية على السؤال وإلى تأمل في الذات، والعالم أكثر فأكثر. عندما نقرأ سهام فرضي نجد أنها تكتب داخل الفن الصعب، فن الحياة، فن العيش تسلط الأضواء على الثغرات في العلاقة الأسرية، والعمل، والجامعة ومختلف مناحي الحياة.
تقدم لنا نموذجين للبشر منهم المثقف والمستنير "سحر" الطالبة الجامعية المغتربة عن ذاتها وعن مجتمعها، فهي تشعر أنها تعيش في عالم لا تمت له بصلة، في مجتمع المرأة محدد دورها سلفاً، ولكن الروائية أعطت بطلتها زحماً وميزتها عن غيرها من شخصيات الرواية، وهو النموذج الثاني المتمثل بأمها وأخواتها الثلاث أما وسناء وإيمان اللاتي اقتنعن بدورهن في الحياة خلف الجدران ولكن "سحر" قالت لهم "أن رسالتنا في الأرض هي الخلافة.. العمارة.. الحياة.. الأمل"
فجاءت رواية (مرض) بحق، رواية للتحرر من العبودية، عبودية الموروثات الثقافية والمعرفية التي رسمت سلفاً للأفراد طريقهم في هذه الحياة، ولكن الروائية اقتحمتها بقوة وبجرأة، لتنظر إلى الإنسان نظرة أكثرعمقاً، بعيداً عن الأوهام والخرافات في مجتمع متخيل أراد له القابضون على زمامه إنزال الجنة على الأرض، قبل أن يصعد الإنسان إليها... وأن الحياة تستحق أن تعاش بكل أفراحها وأتراحها وأن لكل فرد منا دوراً فيها شئنا أم أبينا..