رواية الوليّ الطاهر يرفع يديه بالدعاء
الكاتب الطاهر وطار
قراءة رواية الوليّ الطاهر يرفع يديه بالدعاء pdf ذاكرة الولي الطاهر تستعيد صورا وأخيلة، عن وقائع جرت، لكن لا يميز، أو حتى يتصور زمن وقوعها، الأمس واليوم والسنة الماضية، والقرن الماضي، كلها، آنٌ, قد يصغر وقد يكبر، قد يطول وقد يقصر, قد لا يكون سوى ومضة, من ومضات حلم, أو كابوس.
وميض. وميض. مناظر تتشكل، وتختفي.
ها هي بلارة بنت تميم بن المعز تعاوده، كما خاض المعركة الفاصلة معها، وليس كمجرد رغبة، ظلت تدفعه في الفَيْف سعيا وراء لا شيء.
الماضي، يغرق في الضباب. بل إنه يومض.
نعم, الآن أتذكر جيدا. أتذكرها بلارة حبيبتي. جاءت لننشئ نسل كل الناس, فخفتها, شككت فيها, وظلمتها. يا للظن الإثم.
أسلت دم حبيبتي فلحقتني ولحقتها البلوى. تحولت إلى أتون عضباء, لا يختفي أثر الجرح من أذنيها, ليمتص ذباب لعين, دمها, أركبها دون أن أدري أنني أركب روحي, ولما عرفت الحقيقة, ازداد عذابي وتضاعفت شقوتي.
رباه عفوك, فما ظلمت إلا حرصا على دينك. وما فعلت إلا ما قدَّرتَ.