كتاب عبث الوليد
الكاتب عبث الوليد
قراءة كتاب عبث الوليد pdf كان هذا الكتاب معروف الاسم دون الرسم، حتى اهتدى إليه السيد أسعد طرابزوني في المدينة المنورة، في مكتبة السلطان (محمود الثاني)، فاستنسخه ثم دفعه إلى السيد (محمد عبدالله المدني) فصحح ألفاظه، وأوضح غوامضه، وأضاف إليه أبحاثاً، وذلك تحت إشراف أستاذه الشيخ (محمد الطيب الأنصاري)، ثم أرسله ليطبع في دمشق، فأشرف عليه الأستاذ (محمود الحمصي) بعد أن قابله على نسخة وجدها في المكتبة الظاهرية في دمشق، فتم طبعه على ورق أبيض صقيل بـ (340) صفحة. وقد وطأ المصحح للكتاب بمقدمة اختتمها برأيه في الكتاب بعد ذكره جهود الذين سعوا في طبعه فقال: (فقد يجد به النحوي الأماني، ويجد فيه (الراغب) في اللغة (جمهرة) من المفردات، وينال منه الصرفي مسائل (كافية) له، (شافية) لعلته، ويتبين فيه للبياني كيف يسبك المعنى الواحد في أساليب مختلفة، بأرق عبارة وأرقى أسلوب ولا يعرض عنه العروضي لجذاب فوائده، ونوادر فرائده إلى غير ذلك مما لا يدرك إلا بمطالعته ومتابعة دارسته بالتأمل). واطلع عليه قبل نشره الأمير شكيب أرسلان فوطأ له بمقدمة منها قوله المعبر عن أسلوب إملاء (المعري) في (عبث الوليد): "إن أبا (العلاء) يتكلم على بعض ما يبدو له من الملاحظات على شعر (البحتري) فينتقد ويستحسن، ويرفع ويخفض، ويشرح ما يعتقده خافياً على الجمهور، ويبين مفارقات وموافقات، ويشير إلى ما أخذه الناس على الشاعر أو يرد كلامهم؛ ثم أورد أنموذجاً من الكتاب وختمه بقوله: فهذا النمط هو نمط (عبث الوليد) ومن أجل ذلك كان هذا الكتاب من أنفس الكتب وأجدرها بالمطالعة". وعقب هذه المقدمة مقدمة ثانية بقلم الدكتور محمد حسين هيكل، منها قوله: "والذين يراجعون (عبث الوليد) يرون فيه من نقد الشعر ألواناً قد لا تكون من مألوفنا اليوم، ولكنها كانت مألوفة إلى زمن غير بعيد عنا، فالعناية فيه باللغة وعلومها بالغة حداً قد يحسبه أبناء اليوم مبالغاً فيه، لكنهم ما يلبثون أن يعدلوا عن هذا الرأي حين يقرؤون كتب السابقين من نقاد الأدب". تلك نظرات في (عبث الوليد) أما موضوعه فهو كما ورد في ذات مقدمته الخاصة به من قول المعري: "أثبت ما في ديوان (البحتري) ما أصلح من الغلط الذي وجد في النسخة المكتوب في آخرها أنها بخط ظفر بن عبدالله العجلي. ولم يكن إثبات جميع الأغلاط، لأن أكثرها غير مخل، وقد وصل ذكر شيء من أجري إليه أبو عبادة.. من الضرورات، وما يجتلبه أمثاله وبالله التوفيق". فمن هذا القول يتبين أن (عبث الوليد) ليس شرحاً لديوان بأبياته ومعانيه جميعاً، وإنما هو نظرات تدقيق، وملاحظات تصحيح لما تراءى للمعري في بعض الأبيات والمناسبات، ويدل هذا الكتاب على ناحية من مناحي (أبي العلاء) في إملائه وتدريسه، فإنه بنشره يدل على مبلغ الشعور بضرورة إحياء مآثر الأجداد، وعلى مدى التعاون الثقافي بين أبناء مختلف الأقطار العربية (نسخاً وتصحيحاً نشراً وطبعاً وتقدمة)، ويبشر بمستقبل الوحدة العربية المنشودة، فنشكر للعاملين جهودهم، ونرجو لهم الإقبال على كتابهم ليكون ذلك حافزاً لهممهم، فيواصلوا مثل هذه الجهود المثمرة. .
عرض المزيد