كتاب عشرون عاماً قلبت موازين العالم - الجزء الثانى
الكاتب تييري دو مونبريال
قراءة كتاب عشرون عاماً قلبت موازين العالم - الجزء الثانى pdf يعد هذا الكتاب «عشرون عاماً قلبت موازين العالم» من أهم الدراسات التي تحلل بعمق الأحداث العالمية في الفترة من 1989 حتى عام 2008، وذلك في محاولة لفهم سرعة وتيرة التغيرات التي شهدتها الساحة الدولية بعد سقوط الشيوعية، حتى بداية القرن الحادي والعشرين واستشراف المستقبل. يقدم لنا تييري دي مونبريال في هذا الكتاب، صورة للعالم عشية عام 1989 حيث كان النظام العالمي مزدوج القطبية ما بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي بتأرجح بينهما عالم ثالث محكوم بالمنافسة بين البلدان المتقدمة «تقليدياً» والبلدان الصاعدة، فقد تحققت النبوءة الخاصة بصعود القارة الآسيوية، ممثلة في الصين والهند. يعد «تييرى دو مونبريال» أحد أهم العقول الفرنسية المعاصرة، فهو خبير وباحث في الاقتصاد والعلاقات الدولية، وأول مدير للمركز الفرنسي للتحليلات والتوقعات، التابع لوزارة الخارجية الفرنسية، والمدير المؤسس للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية الذي يصدر مجلة «السياسة الخارجية» يبدأ مونبريال تحليلاته بالتأكيد على بروز ملامح «ثورة جديدة» في أوروبا الشرقية الوسطى، وذلك بعد 4 سنوات من وصول ميخائيل جورباتشوف إلى السلطة في الاتحاد السوفييتي عام 1985، وكان سقوط سور برلين في شهر نوفمبر من تلك السنة إعلاناً بتغيير وجه أوروبا والعالم. فغير ذلك الحدث المنعطف «قررت الشعوب أن تصنع تاريخها مباشرة» بعيداً عن الوسطاء، الأمر الذي أدى إلى «إعادة تركيب» المنطقة الممتدة من بحر البلطيق إلى البحر الأسود مما أدى إلى «إعادة تركيب أوروبا كلها». وكان الحدث الأهم في عام 1990 هو إعادة توحيد الأمة الألمانية بعد أن كانت مقسومة إلى شطرين طيلة فترة الحرب الباردة. وقد كان عام 1992 هو عام الاضطرابات في روسيا مع محاولة الانقلاب التي استطاع بوريس يلتسين بنهايتها أن يفرض نفسه بوصفه أول رئيس لروسيا بعد انهيار الشيوعية بالتزامن مع ذلك شهدت منطقة البلقان اضطرابات ذات طابع قومي وعرقي. ويحدد «مونبريال» الحدث الأكبر خلال السنوات العشر الأخيرة بتفجيرات نيويورك وواشنطن يوم 11 سبتمبر 2001 لقد أصبح هناك بكل بساطة «ما قبل هذه التفجيرات وما بعدها، وبعد أن ردد الرئيس الأمريكي جورج بوش خطاباً ينتمى إلى قاموس «صدام الحضارات» و«حرب الخير ضد الشر» تبنى مقولة «الحرب ضد الإرهاب» وكان الحدث الأكبر في العقد الأخير هو الحرب على العراق في ربيع عام 2003، ولا يتردد المؤلف في وصف الحسابات الأمريكية الخاصة بشن تلك الحرب بأنها كانت خاطئة وأدت إلى جعل سفينة العالم بلا قبطان. إن «تيري دي مونبريال» بما يمتلكه من خبرة متميزة وحنكة في مجال التحليلات السياسية والاقتصادية يقدم للقارئ عملاً فريداً يساعده على فهم عشرين عاماً كانت بمثابة فترة انتقالية فاصلة في مستقبل البشرية وركيزة لبناء العلاقات الدولية في مطلع القرن الحادي والعشرين.
عرض المزيد