كتاب منهج الطلاب في فقه الإمام الشافعي ط العلمية
الكاتب مادلين اولبرايت
قراءة كتاب منهج الطلاب في فقه الإمام الشافعي ط العلمية pdf 1997م - 1443هـ هذا الكتاب تلخيص لكتاب "منهاج الطالبين وعمدة المفتين" للنووي، مع إضافات وزيادة تقسيمات، مع وضوح لفظه وجزالة عبارته مما جعله متداولًا بين العلماء وطلبة العلم حفظًا وشرحًا ونظمًا. وهو في فروع مذهب الإمام الشافعي، ونجد أن "منهاج" النووي ذاته هو شرح على (الْمُحَرَّر في فروع الشافعية) في الفقه الشافعي للإمام أبي القاسم الرافعي المتوفى سنة (623هـ) والذي قال النووي عنه وعن مؤلفه: «ذِي التَّحْقِيْقَاتِ، وَهُوَ كَثِيْرُ الْفَوَائِدِ؛ عُمْدَةٌ فِي تَحْقِيْقِ الْمَذْهَبِ؛ مُعْتَمَدٌ لِلْمُفْتِي وَغَيْرِهِ مِنْ أُوْلِى الرَّغَبَاتِ؛ وَقَدِ الْتَزَمَ مُصَنِّفُهُ رَحِمَهُ الله عَلَى مَا صَحَّحَهُ مُعْظَمُ الأَصْحَابِ وَوَفِّى بِمَا الْتَزَمَهُ، وَهُوَ مِنْ أَهَمِّ أَوْ أَهَمُّ الْمَطْلُوبَاتِ». أما عن سبب تصنيف الإمام النووى رحمه الله للمنهاج على "محرر" الرافعي فجاء في قوله في مقدمة "المنهاج": إنَّ «فِي حَجْمِهِ - أي المحرر - كِبَرٌ يَعْجَزُ عَنْ حِفْظِهِ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعَصْرِ إِلاَّ بَعْضُ أَهْلِ الْعِنَايَاتِ، فَرَأَيْتُ اخْتِصَارَهُ فِي نَحْوِ نِصْفِ حَجْمِهِ، لِيَسْهُلَ حِفْظُهُ مَعَ مَا أضُمُّهُ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى مِنَ النَّفَائِسِ الْمُسْتَجِدَّاتِ». وقال أيضًا: «وَقَدْ شَرَعْتُ فِي جَمْعِ جُزْءٍ لَطِيْفٍ عَلَى صُورَةِ الشَّرْحِ لِدَقَائِقِ هَذَا الْمُخْتَصَرِ». ويعد متن "منهاج" شيخ الإسلام النووي من أحسن المتون وأدقها، وهو العمدة في الفتوى، عكف عليه العلماء الأعلام تدريسًا وشرحًا. وهو كتاب جليل القدر عظيم الفائدة، صغير الحجم كبير الفحوى، لم يؤلف مثله في المذهب. وقال الفقيه السيد أحمد مَيْقَري شُمَيْلة الأهدل رحمه الله تعالى: «ولم يزل كلٌّ من العلماء والأئمة الأعلام قديمًا وحديثًا مذعنًا لفضل "المنهاج" المذكور، ومشتغلًا بإقرائه، فالإقراء فيه مقدم على غيره عند كثير من أولي الفضل، وقد كثر الاعتناء به؛ لموقع العناية فيه، وصوب صوابه آثارُ نهج مقتفيه». ولذلك كثرت الأعمال حول هذا المتن المبارك المفيد؛ من شرح وتحشية ونظم واختصار، وشرحِ بعضه، وكتابةِ النكت عليه، وهناك علماء رحمهم الله تعالى بدؤوا بشرحه ولكن وافتهم المنية قبل استكماله، فبلغت هذه الأعمال ما يقرب من مئتين وخمسين عملًا مما عُلم إلى الآن.. ومن ضمن هذه الشروح والمختصرات "منهج الطلاب" للعلامة "زكريا الأنصاري"، وهو من ضمن مؤلفاته في الفقه الشافعي المشهود لها بالفضل في تحرير مذهب السادة الشافعية، وكانت مصنفاته ولا تزال ملجأ لعلماء المذهب في تحرير مسائله، وبيان عويصاته ومشكلاته، حيث وصل شيخ الإسلام مرحلة أن أصبح فيها العلم المشار إليه في المذهب، فهو رافع لوائه المدافع عنه في عصره، حيث تميز العلامة زكريا الأنصاري أن انفرد بعلو الإسناد، فما من أحد في تلك الفترة في مصر من الشافعية وغيرهم إلا روى عنه، إما مباشرة أو بواسطة. وقد توطدت مكانة شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في المذهب بتلك المؤلفات، واعتمد المتأخرون آرائه، وبلغ الشيخ زكريا الأنصاري مرتبة مجتهد الفتوى والترجيح في المذهب، ومهام هذه المرتبة تنحصر في الترجيح بين الأقوال والأوجه في المذهب، وتحرير المسائل وتقريرها، وهو ما فعله العلامة زكريا الأنصاري في مصنفه "منهج الطلاب". وذكر العلامة "زكريا الأنصاري" في المقدمة أن عمله في كتابه كالآتي: 1- اختصار منهاج الطالبين. 2- ضم إليه بعض الزيادات على ما يراه المصنف. 3- إبدال غير المعتمد به. 4- حذف الخلاف رومًا لتيسيره على الراغبين. ويعود سبب اختصار شيخ الإسلام للمنهاج هو التسهيل على طلبة العلم الذين يعتنون بحفظ منهاج النووي ودراسته، ولكن غزارته واحتواءه على الخلافيات جعله صعبًا على الطلبة المبتدئين، فقرر شيخ الإسلام اختصاره في هذا المتن الصغير موجز العبارة غزير المعاني، حيث حذف فيه الخلاف وقرر فيه معتمد المذهب، وحرر مسائله بدقة، بحيث يستطيع طلبة العلم حفظه وفهمه بسهولة، ثم صنع له شرحًا لطيفًا آخر يبين معانيه الغامضة، ويضم إليها تحريرات وفوائد نفيسة ساهمت في وصول "المنهج" و"شرحه" لهذه المرتبة العلمية العالية في المذهب، وقد نضجت معرفة شيخ الإسلام الفقهية بشكل واضح في هذين الكتابين خاصةً، ويبدو أن "المنهج" و"شرحه" هو من آخر مصنفات شيخ الإسلام الفقهية بعد "شرح التحرير"؛ لذا جاءت خلاصة معرفة شيخ الإسلام الفقهية وخبرته متمثلة فيه. وقد تم تحقيق الكتاب على سبع نسخ خطية نفيسة عتيقة، مع ضبط ألفاظه ضبطًا دقيقًا، وتقسيم فقراته وجمله، والتقديم للكتاب بدراسة وافية عن الكتاب والمؤلف. والشيخ زكريا الأنصاري هو: زين الدين أبو يحيى زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا السنيكي المصري الشافعي، شيخ الإسلام. قاض مفسر، من حفاظ الحديث. • ولد في سنيكة (بشرقية مصر) بَيْن سنة 823ه وسنة 824 هـ وتعلم في القاهرة وكف بصره سنة 906 هـ. • نشأ فقيرًا معدمًا، وأخذ العلم عن كثير من علماء مصر، بلغ شيوخ القاضي زكريا الأنصاري كثرة كاثرة، قيل أنهم زادوا على المئة والخمسين شيخًا، أذنوا له بالتدريس والإفتاء. • ومن جملة مشايخه: ابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام شمس الدين القاياتي، وزين الدين الزركشي، والكافيجي، وابن المجدي، وابن الفرات، والبلقيني، وابن الظهيرة، والكمال بن الهمام، والسبكي، وابن الخشاب.. وغيرهم الكثير. • ولما ظهر فضله تتابعت إليه الهدايا والعطايا، بحيث كان له قبل دخوله في منصب القضاء كل يوم نحو ثلاثة آلاف درهم، فجمع نفائس الكتب وأفاد القارئين عليه علمًا ومالًا. • ونجد أنه بعد أن استكمل القاضي "زكريا الأنصاري" الأدوات التي مكنته من مزاولة نشاطه العلمي، وبعد أن تبوأ الصدارة بين معاصريه ومنافسيه، فقد أسندت إليه مهمات عدة، وهي: ♦ التدريس بمقام الإمام الشافعي. قال العيدروسي: ولم يكن بمصر أرفع منصبًا من هذا التدريس. ♦ مشيخة خانقاه الصوفية. ♦ مشيخة مدرسة الجمالية. • وولاه السلطان قايتباي الجركسي (826 - 901) قضاء القضاة، فلم يقبله إلا بعد مراجعة وإلحاح. ولما ولي رأى من السلطان عدولًا عن الحق في بعض أعماله، فكتب إليه يزجره عن الظلم، فعزله السلطان، فعاد إلى اشتغاله بالعلم إلى أن توفي عام 926 هـ. وقد أثنى عليه كثير من العلماء وانطلقت ألسنتهم بالثناء عَلَيْهِ، وذكر محاسنه وشيمه، ومن ضمن هذه الشهادات: قَالَ الغزي: الشَّيْخ الإِمَام، شيخ مشايخ الإسلام، علامة المحققين، وفهامة المدققين، ولسان المتكلمين، وسيد الفقهاء والمحدّثين، الحَافِظ المخصوص بعلو الإسناد، والملحق للأحفاد بالأجداد، العالم العامل، والولي الكامل. وَقَالَ العيدروسي: الشَّيْخ الإِمَام العلامة شيخ الإسلام قاضي القضاة. وَقَالَ السخاوي: لَهُ تهجد وتوجه وصبر واحتمال، وترك القيل والقال، وله أوراد واعتقاد وتواضع وعدم تنازع، وعمله في التودد يزيد عَن الحد، ورويته أحسن من بديهته وكتابته أمتن من عبارته، وعدم مسارعته إِلَى الفتوى تعدُّ من حسناته. .
عرض المزيد