كتاب إرشاد الأنام إلى بعض أحكام الصيام
الكاتب مقبل بن هادي الوادعي ابو عبد الرحمن
قراءة كتاب إرشاد الأنام إلى بعض أحكام الصيام pdf 2018م - 1443هـ إرشاد الأنام إلى بعض أحكام الصيام إن الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين. أما بعد: أيها الإخوة الكرام؛ ها نحن نستقبل شهر رمضان فيطيب الكلام إلى إرشاد الأنام إلى بعض أحكام الصيام. فالأحكام العَمَلية يستفيد منها الإنسان لنفسه ولأهله ولغيرهم، ليعملوا بها، ويهتموا بهذه العبادة؛ حتى لا يذهب ما فيها من تعب وجهد ومشقة سدى، ودون فائدة ترتجى، فيحافظ العابد على عبادته بهذه الأحكام والإرشادات، راجيا العلي القدير سبحانه؛ لي ولكم ولسائر المسلمين مغفرة الذنوب، وستر العيوب، والدرجات العلى من الجنة، اللهم آمين. الصيام: الصيام في اللغة: معناه الإمساك والامتناع. وأما في الشرع: فهو هو التعبُّد لله سبحانه وتعالى بالإمساك عن الأكل والشرب، وسائر المفطرات؛ من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. وهو في شهر رمضان فرض بالنص قال سبحانه: ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ [البقرة: 185]، وهو من أركان الإسلام كما ثبت في الحديث الصحيح، وكذلك في إجماع الأمة. وكان فرض صيام رمضان في السنة الثانية من الهجرة إجماعاً، فصام النبي صلى الله عليه وسلم تسعَ سنين، أي تسع رمضانات. فإذا رأينا هلال رمضان ليلة الثلاثين من شعبان، أو أكملت عدة شعبان ثلاثين يوما فقد وجب الصوم، ودخل وقته. ورؤية هلال رمضان، يعمُّ ما إذا رأيناه بالعين المجردة، أو بالوسائل المقربة؛ -عن طريق الآلات والتلسكوب؛ لأن الكلّ رؤية. وهناك قول لبعض العلماء: (إذا رآه أهل بلد لزم الناس كلَّهم الصوم)، وقول آخر؛ أنه لا يجب إلا على من رآه، كما يحدث في اختلاف البلاد الإسلامية، فكل بلد له مفتوه وله علماؤه الذين يتقلدون هذه الفتوى في إثبات الشهر وعدمه، أو كان في حكمهم بأن توافقت مطالع الهلال، فإن لم تتفق فلا يجب الصوم. ورؤية الهلال تثبت في الشرع من عدل ثقة رجل أو امرأة قوي البصر، فإذا شهدوا عند القاضي والمفتي ووثق بهم، وصدقهم وجب الصوم على الناس، وعليه أن يعم الخبر على الجميع ليصوموا. .
عرض المزيد