لقد أفقره بعدها لكنه ليس نادما على ما وهبها خلال سنتين من دوار اللحظات الشاهقة و جنون المواعيد المبهرة. حلق بها حيث لن تصر قدماها يوما.تركلها إلى آخر أيامها وسادة من ريش الذكريات,ما توسدتها إلا وطارت أحلامها نحوه.فقد وهبها من كنوز الذكريات ما لم تعشه الأميرات.............
_ فيقول لك لا بل كل ذلك لابد منه ، ولابد أن لا يمرض النبي ولا ينام ولا يبول ولا يخرأ ولا يضعف جسده ، لأن كل ذلك قدح في النبوة ، ومضاد لإبلاغ الرسالة من الله إلي الناس .
فتقول له بل ذلك شدة في الغباء وإغراق في بلادة ، فما العلاقة القطعية المباشرة بين المرض والبول والخراءة والنوم والضعف الجسدي ، وبين تبليغ الرسالة وإخبار الناس بالكلام اللساني .
اعلم اخي المسلم أن الله أنعم على الإنسان بنعم لاتعد ولا تحصى فمن شكر الله عليها بالقول والفعل فطوبى له ومن غفل عنها فهو في عزاء وأمره خطر وأننا في زمن كثيرا من الناس استعملوا جوارحهم لخدمة دنياهم بدل أن يجعلوها تخدم دينهم لانهم ظنوا بان جوارحهم هو شيء ملك لانفسهم يفعلون بها ما يريدون !! وغفلوا عن أمرها الحقيقي
فتراهم استهلكوا عيونهم بالنظر الى الحرام فأصبحت عمياء عن كل خير ناظرة لكل شر واستهلكوا لسانهم بالنطق بكل ما هو عليهم داء من نفاق وغش وكذب وغيبة بدل أن يستعملوه بكل ما هو لهم دواء من ايمان وصدق واذكار .
واستهلكوا آذانهم بكل ما هو باطل وغناء فأصبحت أسماعهم عن الحق صما واستهلكوا أيديهم في ملء البطون واشباع ما يشتهون فأصبحت لا تنصر الدين ولا تعرف الفقراء والمساكين . واستهلكوا أرجلهم من اجل المال والأولاد حتى يبست وأصبحت كسولة عن الطاعات .
ونسوا بان الجوارح ليست لعبة يحركونها أين ما يريدون ويفعلون بها ما يشاؤون وانما هي نعمة للانسان يختبر بها فيفعل بها ما يأمره الله ويترك ما ينهاه عز وجل
وأن الجوارح التي في الجسد تنشط وتفرح صاحبها حينما يفعل الحسنات وتريحه من هموم الحياة ولكنها تخمل وتوذي صاحبها أشد العذاب حينما يفعل بها السيئات وأن مثلها كمثل الماء يجب وضعه في المكان الصائب ليكونا عذب المذاق وإلا سيكون ملح اجاج .
ومن أراد الصحة لجوارحة فعليه بالدين ومن أراد أن يمرضها فعليه بالدنيا وهي على أمرين اما تصل بصاحبها الى الجنة وتكون شاهدة له وأما ترميه في النار وتكون شاهدة عليه . لذلك فليعرف أين يمضي بها ويستعملها . وإلا فان الندم لا ينفع بعد حين