وقضى شهورًا طويلةً في بيته، يستجدي الرّعاةَ العابرين لقمةً ولو يابسة، وقال له راعٍ ذاتَ مرّة: "أيجوعُ طبيب؟". وقال له آخَر: "هل أنتَ فقيرٌ إلى هذا الحدّ؟!". وقال له ثالث: "رَحِم الله أباكَ لقد كان يُطعِمُ حتّى الفِئران، واليومَ لا تجدُ اللّقمة؟!". وقال له رابع: "رَحِم الله أُمّك، لقد كانتْ دعواتُها تُشبَعُ أهل القرية كلّهم، أفلا دعتْ لكَ قبلَ أنْ تموت؟!". وق
أما الحضارة الإسلامية فتعطينا إنسانا تخطى حاجاته وتجاوز رغباته بما يعلو على ذاته نفسها، ثم بدأ يعلو على الزمن ليبنى المسجد ويخاطب الأزل، ويناجي الأبد و یکسر قوقعة الحتميات وينعتق من ظلمة الغرائز، فهي جماعة ربانية يجمعها التسامي، والرغبة في تزكية النفس والعروج إلى الحضرة الربانية بالعمل المصالح والتخلق بمكارم الأخلاق وإدمان الخير والبر والصلاح.... Ro#