ولا تغرنكم دعواتهم (أقصد دعوات كتّاب ومثقفي السلاطين) حينما يدعون ليل نهار لإعمال العقول ونقد كل شيء في هذا الوجود، وضرورة اقتلاع كل المسلّمات واليقينيات من حياتنا، وقد يتحمّس البعض سذاجةً منه فيعتقد أن ذلك يشمل حتى نظام الطاغوت (ابن سعود مثلاً!) فيعودون وينبّهون: "لا ليس إلى هذا الحد"، ولكن إلى الحد الذي يصل بكم إلى التشكيك في الدين والرسول الكريم وكلام رب العالمين، أي وبكل وضوح إلى الحد الذي يجعل الإنسان مسخًا منحلًّا من كل شيء.. وبذلك الإنسان وحده (إن جاز تسميته إنسان أصلاً) تتم مهمة الاستحمار ومن ثم تسهل عملية توجيهه أينما وكيفما ومتى ما شاء السلطان!
لقد انقضت ثمانية قرون والشعب يكافح كفاحا مستمرًا فماذا جنی ثمرات ذلك الكفاح؟ لا شيء، فليس الشعب إلا كمصير بقرة الفلاح ، يؤخذ منها وليدها فيباع أو يذبح، ويحلب منها لبنها فيشرب أو بياع ثم تذبح هي أيضًا في آخر المطاف ليباع لحمها في الأسواق ، ويدبغ جلدها ليكون أحذية وقفازات..... Ro#
كما لا یصح إسلامك دون الإیمان بالله، فكذلك لا یصح إیمانك بالله ولا یكتمل وأنت لست مؤمنًا بالشورى، ولا تنطبق علیك بقیة صفات أھل الإیمان (وإلا لماذا ذكر الله لنا صفاتھم؟ أمن أجل التسلیة؟ أم عبث قالھا؟)، ثم لا تغفل أین وضعھا الله (أقصد الشورى) في الآیة الكریمة فجعلھا مع الاستجابة لله وبین الصلاة والزكاة: {والذین استجابوا لربھم وأقاموا الصلاة وأمرھم شورى بینھم ومما رزقناھم ینفقون}، أي إن الشورى لا تقل أھمیة عن الصلاة والزكاة، بل ھي في ذات المستوى.. وعليه فنحن مطالبون ومأمورون وملزمون بالإیمان بھا وممارستھا على أرض الواقع وفي كلّ شؤون حیاتنا صغیرھا وكبیرھا، ومن لا یبالي بغیاب الشورى ھو -بالضبط- كمن لا یبالي إذا ما منعت -في یوم ما- الصلاة والزكاة وكل شعائر الإسلام وأركانه!