تحميل كتاب الاعمال الكاملة محاضرات فلسفة الدين الحلقة الثامنة pdf 2003م - 1443هـ إنّ للإيمان في الدين الإسلامي ستة أركانٍ، يتفرّع عنها كلّ ما يجب على المسلم اعتقاده، في حقّ الله تعالى، واليوم الآخر، والأمور الغيبية جميعها، وممّا يتعلّق بالإيمان بالله؛ الإيمان بأنّه الإله الوحيد المستحقّ للعبادة، دون أيّ أحدٍ سواه؛ وذلك لأنّه خالق العباد، والمُحسن إليهم، وهو رازقهم، والعالم بأحوالهم جميعها، وهو القادر على أن يُثيب ويُجازي من أطاعه منهم، وأن يعاقب من عصاه أيضاً، كما على المسلم أن يؤمن بأنّ الله -عزّ وجلّ- هو من أرسل الرسل، وأنزل الكتب، وهدف الله -تعالى- من ذلك بيان الحقّ، والدعوة إلى اتّباعه، وأمرهم بعبادته، وتحذيرهم من ترك ذلك، والعبادة المقصودة؛ هي إفراد الله -تعالى- بالدعاء، والرجاء، والخوف، والصلاة، والصيام، والذبح، ونحو ذلك من العبادات، خضوعاً ورغبةً إلى الله تعالى، ورهبةً وخوفاً وخشيةً منه، مع كمال محبة الله تعالى، والذلّ لعظمته، وقد نزلت آيات القرآن الكريم مؤكدةً في كثيرٍ من المواضع على ذلك المعنى، ودليل ذلك قول الله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ). ويتفرّع عن الإيمان بالله -تعالى- عند المسلم أيضاً؛ إيمانه بجميع ما أوجبه الله، وفرضه على عباده، من أركان الإسلام الخمسة، وهي: شهادة ألّا إله إلّا الله، وأنّ محمداً رسول الله، وأداء الصلاة، وإخراج الزكاة، وصيام رمضان، والحجّ إلى بيت الله الحرام، كما يندرج منه أيضاً؛ الإيمان بأنّ الله -تعالى- خالق الكون، ومدبّر شؤون الخلق فيه، وهو الذي يملك التصرّف فيه كيفما يشاء، وهو مالك الدنيا، ومالك الآخرة، ويجدر بالمسلم أيضاً الإيمان بجميع أسماء الله الحسنى، وصفاته العليا، التي وصف نفسه بها في القرآن الكريم، والثابتة أيضاً عن رسول الله الأمين صلّى الله عليه وسلّم، فيؤمن المسلم بها دون تحريفٍ، أو تعطيلٍ، أو تكييفٍ، أو تمثيلٍ، بل يسلّم بها كما جاءت، مع الإيمان بمعانيها العظيمة، والتنبّه إلى أنّ الله -تعالى- يتصف بصفاته كلّها، بالطريقة التي تليق به، وليس بطريقةٍ تماثل خلقه في أيّ شيءٍ من صفاته، حيث قال الله سبحانه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ). .
عرض المزيد