تحميل كتاب السماحة الإسلامية PDF - فالح بن محمد الصغير

الرئيسية / فالح بن محمد الصغير / السماحة الإسلامية
كتاب السماحة الإسلامية لـ فالح بن محمد الصغير

كتاب السماحة الإسلامية

الكاتب فالح بن محمد الصغير

كتاب السماحة الإسلامية لـ فالح بن محمد الصغير
القسم : تصنيفات ليس لها فئات
الفئة : القسم العام
لغة الملف : العربية
عدد الصفحات : غير معروف
سنة النشر : غير معروف
حجم الكتاب : 1.5 ميجا بايت
نوع الملف : PDF

قيِّم هذا الكتاب

تحميل كتاب السماحة الإسلامية pdf 2006م - 1443هـ لسَّمَاحَة لغةً من مادة (سمح) تدل على سلَاسةٍ وَسُهولةٍ. والمسامَحة: المساهَلة، وسمح بكذا يسمح سُمُوحًا وسَماحه: جاد وأعطى، أو وافق على ما أريد منه. السَّمَاحَة في الاصطلاح تطلق على معنيين اثنين: الأول: (بذل ما لا يجب تفضلًا) الثاني: (في معنى التَّسامح مع الغير، في المعاملات المختلفة، ويكون ذلك بتيسير الأمور، والملاينة فيها، التي تتجلى في التيسير وعدم القهر). السماحة في السنة روي عن جابر بن عبد الله أن رسول الله قال: السماحةرحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى. السماحة قال المناوي: (... "رحم الله عبدًا" دعاء أو خبر، وقرينة الاستقبال المستفاد من "إذا" تجعله دعاء. "سَمْحًا" أي جوادًا أو متساهلًا، غير مضايق في الأمور، وهذا صفة مشبَّهة تدل على الثبوت؛ ولذا كرر أحوال البيع والشراء والتقاضي، حيث قال: "إذا باع، سمحًا إذا اشترى، سمحًا إذا قضى". أي وفَّى ما عليه بسهولة. "سمحًا إذا اقتضى" أي طلب قضاء حقه، وهذا مسوق للحث على المسامحة في المعاملة، وترك المشاححة والتضييق في الطلب، والتَّخلُّق بمكارم الأخلاق، وقال القاضي: رتَّب الدعاء على ذلك؛ ليدل على أنَّ السهولة والتسامح سبب لاستحقاق الدعاء، ويكون أهلًا للرحمة والاقتضاء والتقاضي، وهو طلب قضاء الحق). وقال ابن بطال: (فيه الحضُّ على السَّمَاحَة، وحسن المعاملة، واستعمال معالي الأخلاق ومكارمها، وترك المشاحة والرقة في البيع، وذلك سبب إلى وجود البركة فيه؛ لأن النَّبي عليه الصلاة والسلام لا يحض أمته إلا على ما فيه النفع لهم، في الدنيا والآخرة). روي عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله قال: السماحة(ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار؟ على كل قريب هيِّن سهل). السماحة قال القاري: (أي: تحرم على كل سهل طلق حليم، ليِّن الجانب، قيل: هما يطلقان على الإنسان بالتثقيل والتخفيف. "قريب" أي: من النَّاس بمجالستهم في محافل الطاعة، وملاطفتهم قدر الطاعة. "سهل" أي: في قضاء حوائجهم، أو معناه أنَّه سمح القضاء، سمح الاقتضاء، سمح البيع، سمح الشراء). قال ابن تيمية: (وأما السَّمَاحَة والصبر، فخلقان في النفس. قال تعالى: (وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) [البلد: 17] وهذا أعلى من ذاك، وهو أن يكون صبَّارًا شكورًا، فيه سماحة بالرَّحْمَة للإنسان، وصبر على المكاره، وهذا ضد الذي خلق هلوعًا، إذا مسه الشر جزوعًا، وإذا مسه الخير منوعًا؛ فإنَّ ذاك ليس فيه سماحة عند النعمة، ولا صبر عند المصيبة). السماحة في تعاليم الدين الإسلامي نفسه كما دعا الإسلام المسلمين إلى التحلي بخلق السَّمَاحَة، فإنَّ الإسلام دين السماحة، والسماحة من خلق الإسلام نفسه، فمن السَّمَاحَة عفو الله ومغفرته للمذنبين من عباده، وحلمه تبارك وتعالى على عباده، وتيسير الشريعة عليهم، وتخفيف التكاليف عنهم، ونهيهم عن الغلو في الدين، ونهيهم عن التشديد في الدين على عباد الله . - *قال تعالى : " يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ " [البقرة: 185] . - *وقال : " مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " [المائدة: 6] . - *وقال سبحانه : " يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا " [النساء: 28] . - *ونهى النَّبي عن التنطع والتَّشدد في الدين، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (هلك المتنطعون) قالها ثلاثًا. - *وأمر صلى الله عليه وسلم بالتخفيف على المسلمين ونهى عن التثقيل في أمور الدين فعن أبي مسعود رضي الله عنه، قال: (أتى رجلٌ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا، قال: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قط أشد غضبًا في موعظة منه يومئذ، قال: فقال: يا أيها النَّاس إنَّ منكم منفِّرين، فأيُّكم ما صلى بالنَّاس فليتجوَّزْ، فإنَّ فيهم المريض، والكبير، وذا الحاجة) . -* قال صلى الله عليه وسلم : (إنَّ الدين يسر، ولن يشادَّ الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة، والروحة، وشيء من الدلجة). - *ودعا الرسول صلى الله عليه وسلم على من يشق على المسلمين فقال : (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فشقَّ عليهم، فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم، فارفق به) . سماحة الإسلام في التعامل مع غير المسلمين فالإسلام لم تقتصر سماحته على المسلمين فحسب، بل شمل غير المسلمين، من اليهود والنصارى، والمشركين، حتى في حالة الحرب، فنهى الإسلام عن قتل الأطفال، والنساء، والشيوخ، والعجزة. فعن بريدة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمَّر أميرًا على جيش، أو سريَّة، أوصاه في خاصته بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيرًا، ثم قال: "اغزوا باسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدًا، وإذا لقيت عدوَّك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال -أو خلال-: فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم، وكفَّ عنهم، ثم ادعهم إلى الإسلام"). وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا فتحتم مصر، فاستوصوا بالقبط خيرًا، فإن لهم ذمةً ورحمًا). وذُبحت لعبد الله بن عمرو ، شاة في أهله، فلما جاء، قال: أهديتم لجارنا اليهودي؟ أهديتم لجارنا اليهودي؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنَّه سيورثه)) في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، كتب خالد بن الوليد رضي الله عنه في عقد الذمة لأهل الحيرة بالعراق -وكانوا من النصارى-: (وجعلت لهم أيما شيخ ضعف عن العمل، أو أصابته آفة من الآفات، أو كان غنيًّا فافتقر، وصار أهل دينه يتصدقون عليه، طَرحتُ جزيته، وعِيل من بيت مال المسلمين هو وعياله). وأوصى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة من بعده بأهل الذمة أن يُوفَى لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم وأن لا يكلفوا فوق طاقتهم. وفي خلافة عمر بن عبد العزيز رحمه الله كتب إلى عدي بن أرطأة الفزاري: (وانظر من قبلك من أهل الذمة، قد كبرت سنه، وضعفت قوته، وولَّت عنه المكاسب، فأجر عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه). السماحة في خُلق النبي صلى الله عليه وسلم من سماحته صلى الله عليه وسلم قضاء حوائج النَّاس، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت). ومن سماحته صلى الله عليه وسلم، تعامله مع الأعرابي الذي جذب رداءه بشدة؛ ليأمر له بعطاء، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي، فجبذه بردائه جبذة شديدة، ورجع نبي الله صلى الله عليه وسلم في نحر الأعرابي، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ضحك، ثم أمر له بعطاء). ويحكي أنس بن مالك رضي الله عنه ما لاقاه من النَّبي صلى الله عليه وسلم من حُسن المعاملة فيقول: ((خدمتُ النَّبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي: أف، ولا: لم صنعت؟ ولا: ألا صنعت؟)). ومن سماحته صلى الله عليه وسلم، عفوه عمن أراد قتله، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنَّه غزا مع النَّبي صلى الله عليه وسلم قِبَلَ نجد، فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قفل معهم فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاة، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرق النَّاس يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة، فعلق بها سيفه، ونمنا نومة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا، وإذا عنده أعرابي فقال: ((إن هذا اخترط عليَّ سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتًا قال: من يمنعك مني؟ قلت: الله ثلاثًا، ولم يعاقبه وجلس)). تمتاز الشريعة الإسلامية باحتوائها على قدرٍ كبيرٍ من التسامح في جوانبها وأحكامها المختلفة؛ ينعم المسلمون عند تطبيق ما جاء به دينهم بهذا التسامح؛ مما يحافظ على ما في هذا المجتمع من مودةٍ، وترابطٍ، وتحابٍ، وألفة، إذ يمتد هذا التسامح بين أفراد المجتمع؛ ليستظل به أصحاب المعاصي والكبائر، بل وأصحاب البدع والمنكرات، في حدود لا تُخِلُّ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا تهمل النصح والتناصح في الله - تعالى-، فتتغلب الأخوة الإيمانية التي تربط بين المسلمين جميعًـا على ما في بعض أفراد المجتمع من الخطأ، أو التقصير، أو ارتكاب الذنوب، أو الوقوع في البدع والمنكرات. .

عرض المزيد
الزوار ( 219 )
شارك هذا الكتاب

عن الكاتب فالح بن محمد الصغير

فالح بن محمد الصغير

تحميل جميع مؤلفات وكتب الكاتب فالح بن محمد الصغير مجانا علي موقع فور ريد بصيغة PDF كما يمكنك قراءة الكتب من خلال الموقع أون لاين دون الحاجة إلي التحميل ...

الملكية الفكرية محفوظة للكاتب المذكور