تحميل كتاب وصية نافعة لعموم أهل العلم والتبيان pdf 1957م - 1443هـ النصيحة هي إرادة الخير للمنصوح، بفعل ما ينفعه أو ترك ما يضره أو تعليمه ما يجهله ونحوها من وجوه الخير ؛ولهذا سماها النبي ديناً (الدين النصيحة) ، وجعلها من حقوق المسلمين فيما بينهم (حق المسلم على المسلم ست ومنها : وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ ) رواه مسلم .، وبايع بعض صحابته على النصح لكل مسلم قال جرير (: بايعت رسول الله على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم؛ متفق عليه..)، وعدد جوانب النصح ومجالاته عندما سئل النبي لمن النصيحة ؟ فقال (لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم).فالنصيحة تقتضي أن تفعل للآخرين من الخير ما تحبه لنفسك.قالنصيحة عبادة عظيمة تعبر عن الدين كله. النصيحة في الشرع :إخلاص الرأي من الغش للمنصوح وإيثار مصلحته وتسمى ديناً وإسلاماً أيضاً، كذا في فتح المبين شرح الأربعين في الحديث السابع، قال النبي {حديث الدين النصيحة، لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم}، - وقال الراغب: ( النصح تحري فعل أو قول فيه صلاح صاحبه )والمعنى أن الدين الجيد الإيمان بالله، والتصديق بكل ما جاء به الرسول، وطاعة أمراء المسلمين وإعانتهم في الحق، وتنبيههم حال الغفلة برفق، وأما بالنسبة للعلماء من أئمة الاجتهاد فهو حسن الظن بهم. وأما بالنسبة للعوام فهي المودة والهداية والتعليم والسعي في مصالحهم ودفع الأذى عنهم. حكمها قال أَبُو حاتم:النصيحة تجب على الناس كافة، ولكن إبداؤها لا يجب إلا سرًا ؛لأن من وعظ أخاه علانية فقد شانه ومن وعظه سرا فقد زانه، فإبلاغ المجهود للمسلم فيما يزين أخاه أحرى من القصد فيما يشينه.عن سُفْيَان قَالَ قلت لمسعر تحب أن يخبرك رجل بعيوبك؟ قَالَ : أما أن يجيء إنسان فيوبخني بها فلا وأما أن يجيء ناصح فنعم. وقال النووي : والنصيحة فرض كفاية إذا قام بها من يكفى سقط عن غيره وهي لازمة على قدر الطاقة. هناك حالات تتعين بها النصيحة وهي: التعيين من قبل السلطان. إذا تركها الجميع. إذا تفرد الناصح بالعلم بأن معروفاً قد ترك أو منكراً قد ارتكب. انحصار القدرة في أشخاص محددين. عند تغير الأحوال وكثرة المنكرات. في حال طلب المنصوح النصيحة. الفرق بين النصيحة والتعيير قال ابن رجب : الفرق بين النصيحة والتعيير - فإنهما يشتركان في أن كلًّا منهما: ذِكْرُ الإنسان بما يكره ذِكْرَه، وقد يشتبه الفرق بينهما عند كثير من الناس..واعلم أن ذِكر الإنسان بما يكره محرم إذا كان المقصود منه مجرد الذمِّ والعيب والنقص، فأما إن كان فيه مصلحة لعامة المسلمين خاصة لبعضهم وكان المقصود منه تحصيل تلك المصلحة فليس بمحرم بل مندوب إليه. ومن الفرق بين الناصح والفاضح :فالفاجر يسعى لإشاعة السوء ومحبته إيذاء أخيه المؤمن وإدخال الضرر عليه، أما الناصح فدافعه حب الخير لأخيه كما يحبه لنفسه فالنَّاصح: غرضُه بذلك إزالة عيب أخيه المؤمن، واجتنابه له، والفاضح غرضه إشاعة السوء وذم أخيه وتعييره بعيبه. مجالاتها النصيحة تستوعب مجالات الحياة كلها ؛لإن النبي سمها الدين، والدين عند المسلمين يستوعب شؤون الحياة كلها.وقد جاء في الحديث بعض المجالات ومنها : النصيحة لله القيام بأداء واجباته على أكمل وجوهها، وهو مقام الإحسان. لإيمان به، ووصفه بجميع صفات الكمال والجلال، وتنزيهه عن جميع النقائص. القيام بطاعته، وتجنب معصيته. الحب والبغض فيه، وموالاة من أطاعه، ومعاداة من عصاه، والرغبة في محابه، والبعد عن مساخطه. الاعتراف بنعمته، وشكره عليها. الدعاء إلى جميع ذلك (( أي ما سبق)) وتعليمه، والإخلاص فيه لله. قال المؤلف رحمه الله : « هذه وصيَّتي لأولادي وإخواني، طَلَبة العلم والدِّين، من أهالي نجد وغيرهم من سائر بلدان المسلمين ». • يوصيهم فيها بالتقوى، فإن التقوى رأس كل زاد، ورب عالم ليس له من علمه نصيب في الآخرة إلا بالتقوى، ويوصيهم بالإخلاص في نية طب العلم، وابتغاء به وجه الله تعالى والدار الآخرة، ويوصيهم بعدم الاتكال على العلم ودق الأبواب، فإن دق أبواب الناس مهانة للعلم وأهله، ولكن لابد من حرفة يحفظ بها صاحب العلم رفعة العلم وعلوه واستغنائه عن الناس، قال خالد بن صفوان لابنه: (يا بني أوصيك باثنتين لن تزال بخير ما تمسكت بهما: درهمك لمعاشك، ودينك لمعادك)، وقال أكثم بن صيفي: (من ضيَّع زاده اتكل على زاد غيره). • ويوصيهم بتعهد القرآن وعدم هجره، فالقرآن هو أصل العلوم وينبوع الحِكَمِ ، و أنَّه ينبغي لطالب العلم تعاهُدُ حفظِه والمداومةُ على تلاوتِه و العمل به. • ويوصيهم بتعلم النحو وعلوم اللغة ليحفظوا به لسانهم، ويضع لهم خطة بأنجع الوسائل لطلب العلم النافع، ويوصيهم بالجد في طلب العلم وترك الجدال، فإن الجدال مضيع لبركة العلم وثمرته. .
عرض المزيد