تحميل كتاب النساء في الإسلام pdf مؤلف الكتاب: ابراهيم عوض نبذة عن الكتاب: النساء في الإسلام النساء في الإسلام نبذة عن الكتاب : المقدمة: لقد كثر الكلام في هذا العصر عن المرأة وما هو وضعها في الإسلام وأصبح الكثير يتكلم في الأمر من عند نفسه، مستهينا بأمر الله دون أن يكلف نفسه عناء الرجوع إلى الحق وهو الكتاب والسنة، والمحزن أن من هؤلاء من ينسب نفسه أو ينسبه الناس زورا وبهتانا إلى الإسلام وعلومه الشرعية مع أنه يتكلم من عند نفسه ولا يمت إلى العلوم الشرعية بصلة إلا انه احب أن يأكل بدينه ثمنا قليلا، فهو بدلا من أن يبحث عن رضى الله تعالى في فتاواه، أصبح يبحث عن هوى نفسه، وشهوته أو مقتضيات وظيفته، نسأل الله العافية،.. فهو لا يرجع لا إلى كتاب الله ولا إلى سنة نبيه صلى الله عليه . المهم أني أردت أن أحذر أن هؤلاء لا ينقلون صورة ولا آية صورة عن وضع مختلف الأمور في الإسلام، ومن هذه الأمور "مكانة المرأة في الإسلام " فعلى العموم فإن صفات ومؤهلات العالم الذي ينبغي أن يرجع إليه مشرحة ومفصلة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الصفات تقوى الله, فقد قال تعالى: { واتقوا الله ويعلمكم ا لله } [البقرة: 272]، وقال تعالى: { إنما يخشى الله من عباده العلماء } [فاطر:27]. فلهذا ارتأيت بكرم من الله وله الحمد والمنة، أن أكتب هذا الموضوع عن وضع النساء في الإسلام، وهو موضوع كسائر الأحكام الشرعية الإسلامية، تمثل جانبا من إعجاز القرآن من حيث كمال موافقة التكليف الشرعي للفطرة البشرية، وأنه في كل شيء، وفيما يتعلق بالمرأة هو الحق المبين، قال تعالى: { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } [فصلت:42]، ذلك أن الشارع تبارك وتعالى هو الفاطر الخالق العليم الحكيم بخلقه سبحانه وتعالى. وحيث إنه من أصول الإيمان أن الله تعالى لم يكلف العباد إلا بما يستطيعون، وهذا ثابت في الكتاب والسنة، قال تعالى: { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } البقرة، وقال تبارك وتعالى: { لا يكلف الله نفسا إلا ما أتاها } .. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم » . وكذلك، فالله تبارك وتعالى ما كلف العباد إلا بما فيه الخير والصلاح ومن ذلك ما يخص النساء فهم إن فعلوا ذلك أعزهم الله، وأن أبوا وأعرضوا أذلهم الله وعذبهم في الدنيا والآخرة، قال تعالى: { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى }, فالله أمرنا بأمور، منها الصلاة والصوم وغض البصر والتستر والطهارة ولبس الملابس الشرعية وتجنب الربا؛ سواء أكان عيانا أو مقنعا كما هو منتشر هذه الأيام، والبعد عن البدع في الدين، ومنها ما هو على العموم مثل ترك الفواحش ما ظهر منها وما بطن، كل هذه الأمور متيسرة لمن أراد رضا الله؛ فإن فعل الناس ما يقدرون عليه نصرهم الله ومكنهم من الذي لا يقدرون عليه منفردين؛ مثل عزة الأمة وتحسين المعيشة .. وهذا أصل ثابت في الشريعة . وضع النساء في الجاهلية وفي المجتمعات غير المسلمة فقد بين الحق تبارك وتعالى وضع النساء في الجاهلية في بلاد العرب وهذا يقاس عليه وضع النساء في كل مكان وزمان غير المنهج الحق الموحى من الله تعالى : الإسلام، فذلك اختصارا، يتراوح من اعتبارها مجرد متاع يورث مع باقي الأشياء كما في الجاهلية، وفي الإسلام أصبحت هي ترث . فالمشركون من العرب كانوا يحتقرون النساء إلى الحد الذي كانوا يعمدون فيه إلى وأد بعض بناتهم خوفا من العار، قال تبارك وتعالى: { وإذا النفوس زوجت وإذا الموؤودة سئلت، بأي ذنب قتلت } التكوير . وكانوا يعتبرون البنات عيبا ومنقصة، قال الحق تعالى: { وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون } [النحل: 58،59]، هذا في بلاد العرب اختصارا . أما عند الأمم الأخرى فالأمر يتراوح بين طقوس تحتم عليها أن تحرق إذا مات زوجها، كما عند الهندوس، إلى اعتبارها مكان الرجل كما في بلاد آسيا قديما؛ فهي التي تتولى الحروب هناك، وهذا كله مرافق إلى استخدامها للمتعة الشيطانية العابرة كالمتاع . . وإلى بلاد أخرى. لا تعتبر ذات روح .. إلى هذا الزمان في ظل الحضارة الغربية المادية حيث تعتبر رسميا مساوية للرجل، وعمليا احتقارها جدا إلى درجة استخدامها في الدعايات وقضاء الشهوات العابرة ومساواتها مع الرجل جسما وهو مخالف لتكوينها الجسمي؛ فالادعاء بأنها قادرة على تحمّل المشاق .. .. و.. كان على حساب مهمتها الأصلية الموافقة لفطرتها؛ من تربية الأطفال والمحافظة على البيت .. فالنتيجة هدم البيت وضاعت المرأة والرجل، وهدمت الأسرة, نسأل الله العافية.. وأصبح الإنسان الذي عبد المادة الناتجة من الآلة الصناعية كالآلة تماما: لا مشاعر إنسانية ولا صفات بشرية. وحيث نريد الاقتصار هنا على وضع النساء في الإسلام، أي في هذا الوحي المنزل من الله معجزة ربانية لا تتأثر بما يحدث، ولا يمكن بحال الإتيان بسورة من مثله ولو اجتمعت الإنس والجن ومستحيلة على الافتراء ومحفوظة متاحة لمن أراد أن يتذكر أو أراد شكورا. ذلك برهان قاطع أنها من الخالق الفاطر الحق، الله تبارك وتعالى، رب العالمين. الله تبارك وتعالى أكرم الإنسان { رجالا ونساء } وفضله على كثير من خلقه.. فالمرأة من حيث الأصل تشترك مع الرجل والحمد لله رب العالمين في أن الله تعالى أكرمها، فهي ابنة آدم عليه الصلاة والسلام، بل كانت أول امرأة خلقها الحق تبارك وتعالى جزأ من آدم عليه السلام, قال تعالى: { هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها . } [الأعراف: 189], وهو الذي أكرمه الله تبارك وتعالى إكراما عظيما، فقد خلقه بيده وعلمه الأسماء كلها وأسجد له الملائكة، وأعطاه القدرة على التمييز والعقل وأستخلفه في الأرض وأمره وكلفه بأعظم وأشرف الأمور وهو الحق المتمثل بعبادة الله جل وعلا عبادة تكليفية اختيارية إضافة للعبادة الكونية. فلا يعبد مخلوقا مثله وإنما يعبد الخالق المستحق حقا للعبادة. وكذلك جعل تبارك وتعالى الرسل من بني آدم فهم للإنس والجن والحمد لله فقال تبارك وتعالى: { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء } [النساء:1]. وقال تبارك وتعالى: { وإذ قال ربك للملائكة أني جاعل في الأرض خليفة... } [البقرة: 30]. وقال تبارك وتعالى: { إذ قال ربك للملائكة أني خالق بشرا من طين ، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين }[ص: 71، 72]. وقال تبارك وتعالى: { ولقد كرما بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا } [الإسراء: 70]. وأسكن آدم وزوجه الجنة, قال تبارك وتعالى: { وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين } [البقرة:35]؛ فهذه من الأدلة على إكرام بني آدم رجالا ونساء . ومشيئة الله تعالى في إكرام الإنسان، أمر قدري من الله تبارك وتعالى، وهذا أمر يجري على جميع الناس عند ولادتهم ..أي على الفطرة الأصلية ، والفطرة مطابقة للدين. الحق: الإسلام . قال تعالى: { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون } [الروم:30]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « يولد المولود على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه » متفق عليه واللفظ لمسلم (لفظ البخاري بدون "يمجسانه")؛ فالإنسان دون استثناء مكرم بخلقته سواء أكان رجلا أو امرأة، طويلا أو قصيرا، أسود أو أبيض، أصفر أو أحمر، عربي أو أعجمي .الخ . الخلقـــة إن الخلقة التي أعطاها الله تعالى لكل مخلوق هي أمر كوني قدري منه تبارك وتعالى سواء من حيث نوع المخلوق أو جنسه أو لونه أو طوله أو طريقة معيشته أو أية صفة أخرى, وهو أحكم الحاكمين وهو أعلم بخلقه وهو على كل شيء قدير, قال تبارك وتعالى: { والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير } [النور:45]، وقال تبارك وتعالى: { ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذ يشاء قدير } [النور:29]، والله تبارك وتعالى هو الذي أعطى كل كائن من هذه الكائنات فطرتها الأصلية التي بها يعيش. وقد أجاب موسى عليه السلام فرعون عندما سأله كما يقول الحق تبارك وتعالى في محكم التنزيل: { قال فمن ربكما يا موسى، قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى } [طه: 49،40]؛ فالله سبحانه خلق كل شيء وأعطاه فطرته التي أرادها له؛ فلا يمكن لهذا المخلوق الخروج عنها أبدا ومهما فعل في هذا الاتجاه فلا يزيد نفسه إلا عذابا وشقاء وخسارة، وبخصوص هذا الإنسان فإن الله فطره على عبادته تبارك وتعالى وهذا هو عين الحق. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله قد خلق الخلق حنفاء فاجتالتهم الشياطين" فمن لم يرض بخلقته يشقى ويتعب ويضل ـ والعياذ بالله ـ وإضافة لذلك ينال سخط الله ويكون مأواه الجحيم كما وعد الله تبارك وتعالى، والله اعلم بخلقه وهو يعلم أن الله خلق السماوات والأرض ومن فيهن.. {أفمن يخلق كمن لا يخلق مالكم كيف تحكمون} سورة النحل . وهذا احتجاج على خلق الله تبارك وتعالى وهو احتجاج المخلوق على خلقته يعني احتجاجه على حكم الله وإرادته, وهو بذلك والعياذ بالله يخاصم الحق تبارك وتعالى وهو أحكم الحاكمين, قال تعالى: { أولم يرى الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين، وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم، قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم } [يس: 77-79]. ونذكر هنا أن الإنسان ـ رجلا كان أو امرأة ـ بصفاته الأصلية المفطور عليها وأولها طاعة خالقه الله تعالى، وهو الدين .. وهو الإسلام الحق .. قال تعالى: { إن الدين عند الله الإسلام .} الآية [آل عمران: 19]، ومخلوق على احسن تقويم أي في أحسن هيئة قال تبارك وتعالى: { والتين والزيتون ،وطور سنين، وهذا البلد الأمين، لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، ثم رددناه اسفل سافلين، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون، فما يكذبك بعد بالدين اليس الله بأحكم الحاكمين } سور التين . والله تبارك وتعالى قد بين لنا كما في الآيات أعلاه، أن السكن والطمأنينة يتأتى بين الرجل بصفاته والمرأة بصفاتها الأصلية .. ونشير هنا كذلك، إلى أن الله قد خلق المرأة ضعيفة الجسم ومن حيث السيطرة على عواطفها عند الشدائد قال تعالى: { أومن ينشؤ في الحلية وهو في الخصام غير مبين {18} وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم، ستكتب شهادتهم ويسئلون } [الزخرف: 19]. فمن أقبح الأمور، عدم رضى الإنسان على خلقته التي أرادها الله له، ومن ذلك تشبه المرأة بالرجل والرجل بالمرأة مستحق للعنة الله تعالى؛ فقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله ابن عباس قال: « لعن رسول الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال » البخاري حديث رقم 5885 . وفي المسند للإمام أحمد يرفعه. وبالمناسبة، وطالما أننا نتحدث عن خلق الله .. نذكر أن الله تبارك وتعالى لم يتخذ ولدا أبدا كما تزعم اليهود والنصارى, قال تعالى: { وقالوا أتخذ الرحمن ولدا، لقد جئتم شيئا إدّا، تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخرّ الجبال هدّا، أن دعوا للرحمن ولدا، وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا، إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا } الآيات [مريم: 88-93]. أسباب الخلق :عبادة الله تبارك وتعالى ثم إن الإنسان، رجالا ونساء، قد خلق من أجل أسمى وأشرف الأهداف في هذا الوجود، وهو عبادة الخالق فاطر هذا الكون وما فيه، وهو القيوم عليه،عبادته وحده لا شريك له،قال تبارك وتعالى { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } [الذاريات:56-57]، وهذا يدل أن هذا المخلوق مكرم عند الله وعلى قدر هذه المهمة التي من أجلها خلق ولاه عبادة طواعية تكليفية كما ذكرنا بالإضافة للعبادة الكونية حيث يشترك مع باقي المخلوقات في العبودية لله تبارك وتعالى ولكن تلك عبادة كونية قدريه أي لا يستطيع المخلوق الخروج عنها, قال تبارك وتعالى: { ولله يسجد من في السماوات ومن في الأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال } [الرعد: 15]. والمرأة مثلها مثل الرجل إن ارتضت بذلك وأطاعت ربها وقامت بما كلفت به من إخلاص العبادة لله كما أنها موعودة بالخلود بالجنة ورضوان الله وكل ما وعد به تبارك وتعالى, فقد قال جل وعلا: { وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم } [التوبة: 72]، وهو تبارك وتعالى لا يخلف الميعاد، قال تعالى: { ربنا أنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه أن الله لا يخلف الميعاد } [آل عمران:9]، وهذه هي أعظم جائزة يمكن أن يحصل عليها هذا الإنسان، وهذا النعيم يبدأ من ساعة وفاتها كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الإنسان إذا مات فهو « مستريح ومستراح منه ، قالوا يا رسول الله ما مستريح ومستراح منه؟ قال المؤمن يستريح من عناء الدنيا والفاجر يستريح منه كل شيء » رواه مسلم؛ فالمرأة إذن مخلوق مشرف مكرم تماما في ذلك مثل الرجل لا فرق بينهما في ذلك، وهي موعودة بما هو موعود به. وبالمناسبة نذكر.. بفلسفات النظم الاجتماعية الدنيوية جميعا .. من حضارة غربية وغيرها .. هل تعد الإنسان بشيء فيما بعد القبر ..؟؟ وإن وعدت .. فهو كلام زائف غير صحيح لأنه مجرد ظنون وأوهام وتحريف ليس إلا, أما الوعود في الإسلام فهي قائمة بالدليل القاطع : المعجزة الخالدة القرآن . قال تعالى: { إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى } [النجم:23]. التكليف الشرعي الإسلامي المرأة تماما مثل الرجل مكلفة شرعا بنفس الأحكام الشرعية من أركان الإسلام الخمسة (مع وجود رخص خاصة بها بسبب خلقتها) مكلفة بجميع الأمور الأخرى وتجري عليها نفس العقوبات الدنيوية وهي مكلفة تماما بعدم الاختلاط حيث يجعلها هذا الاختلاط رخيصة ويفقدها العفة والمنعة الأخلاقية ومع فقدان هذه الأمور تصبح حياتها وحياة الرجل كذلك قطعة من العذاب . وحيث إنها مكلفة فطرة وشرعا بتربية الأطفال الذين تنجبهم وبالمحافظة على البيت من الداخل فالأصل العمل بقول الله تبارك وتعالى: { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } [الأحزاب: 33] .فالآية تتحدث عن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ..فما بالك بأزواجنا نحن ..؟؟ فعلم من الآية أن الأفضل لها التزام بيتها . وأمرت المرأة بتجنب الابتذال والإثارة، فقال تعالى: { ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون } [النور: 31] . ومن صميم عمل المرأة، المحافظة على البيت ورعاية الأطفال ،وبحيث يصبح هؤلاء الأطفال عامل ربط بين الزوج وزوجته فإن خرجت فقد ضاع الأطفال واصبحوا هم الآخرون عامل تدمير إضافي للمجتمع؛ فأين دعاة الانحلال من الجنسين من هذا ؟؟ وأين السعادة المزعومة ؟؟ وهل الحرية التي يقولون عنها إلا دمارا للمرأة والرجل معا ومن ثم للأسرة ومن بعد للأمة قاطبة وللبشرية جمعاء وهل نتيجة ذلك إلا الشقاء والخوف والعذاب في الدنيا والآخرة ؟؟ إن الإسلام هو الحل الإلهي لهموم الإنسان فان أطاع الله فاز بخيري الدنيا والآخرة والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله . وأريد أن أذكر بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: « صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها, وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا » مسلم في الفتن. وحول المجاهرة بالعري وغيره من المعاصي فقد قال عليه الصلاة والسلام « كل أمتي يدخل الجنة إلا المجاهرون.. » نسأل الله العافية. ونذكر كذلك أن الوعيد بالعذاب واقع على المرأة ووليها ـ إن علم بالمنكر ـ وللمرأة إلا تطيع مثل هذا الولي إن أمرها بالمعاصي ومنها الملابس الفاضحة؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق » ؛ وحيث إن الأمر خطير للغاية فالعاقبة هي الخلود في الجنة أو في النار، ففي الامتثال لأوامر الله تعالى السعادة للإنسان وليس العكس. ثم هل الدعوات للانحلال إلا مستوردة من الأمم المشركة؟ فترك المسلم لدينه وعقيدته القائمة على الحق المطلق وهو المعجزة الربانية القرآن واتباع أهل الشرك إلا الارتداد عن الإسلام .؟؟ وبالتالي الخسارة كل الخسارة في الدارين ..؟؟؟ نسأل الله العافية وهذا ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة. قالوا النصارى واليهود قال فمن ؟؟" حديث ثابت في الصحيح والسنن . ودعونا نعتبر لما حدث في بلاد الشرك كنتيجة لهذه الممارسات المسماة حرية ومساواة وغير ذلك : إن هذا الانحلال قد أدى إلى تدمير الأسرة ومن ثم المجتمع نهائيا حتى إن بعض الأمم المشركة أصبحت تخشى على نفسها من الانقراض؛ فليس سرا أن الإسلام يبكى عليه دموعا حاليا في الغرب وحيث تسود الدعوات الشيطانية المدمرة من كل نوع و"العقلاء" محكومين بشهوات الرياسة . ولكن كما قال الله تبارك وتعالى: { أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء، يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون } [هود:20]؛ فالسمع هنا معناه الاستجابة فما كانوا يستطيعون الاستجابة من شدة اتباع الهوى والشهوات أو الحسد أو الكبر .. فكيف يتبعون أمرا جاء به المسلمون المتخلفون ؟؟ ولو كان هذا هو الحق تماما كما قال قوم فرعون لعنة الله عليهم عندما جاءهم موسى وهارون بالحق: { فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون } [المؤمنون: 47] . إنّ هذه الدعوات الشيطانية بالرغم من أن لها آثارا تدميرية على المجتمع والبشرية عموما وخصوصا في هذا الزمان حيث وسائل الاتصال والبث المسموع والمرئي لم يسبق لها مثيل، إلا أننا نجد الساسة ومراكز النفوذ في الدوائر الحاكمة المسيطرة على مقدرات الأمم اقتصاديا وسياسيا يؤيدون هذه الدعوات التخريبية تحت شعارات براقة هم أول من ينقضها؛ مثل المساواة بين الرجل والمرأة والحريات بجميع أنواعها الجنسية والشاذة والممارسات التي يتأفف الحيوان عنها . ليس لشيء إلا لإشباع أنانيتهم وشهوتهم للرئاسة والمال, وهم يعلمون تمام العلم أنها دعوات هدامة تخريبية مريبة. وهذا ما تقوله مراكز الدراسات لديهم؛ لقد أصبح مثل هؤلاء الساسة أسرى الحصول على الصوت الانتخابي فقط، فهم يؤيدون الدعوات المذكورة للحصول على أصوات حتى الشواذ والعياذ بالله وأصبح لأصحاب الممارسات الشاذة أحزاب وتجمعات ضغط لتحصيل مصالحهم والاعتراف بهم ونشر شذوذهم -والضغط مقابل أصواتهم- مع أنهم حقا يحملون بذور تدمير المجتمع نهائيا الذي من شأنه قلب الميزان البشري الذي هو على فطرة الخالق تبارك وتعالى, فهم حقا اخطر على البشرية من كل الأسلحة، لأن تلك الأسلحة ربما لا تستخدم مطلقا أما هؤلاء فهم قنابل قد تم تفجيرها فعلا واصبحوا بالرغم من آثارها التدميرية السريعة . أنها ممارسات تنزل الإنسان عن فطرته الأصلية القائمة على البراءة ليصبح شر من البهائم والعياذ بالله . وقد اصبح لتلك الممارسات المقيتة آثارا صحية قاتله عقابا على أفعالهم الرديئة التي هي وصمة عار في جبين الإنسان ومع ذلك فالبعض يسميها " تقدما وحضارة " .. فالجميع عليه أن يحذر .. والحمد لله القائل { و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة، واعلموا أن الله شديد العقاب } [الأنفال:25]، وكنتيجة للإعراض عن ذكر الله تبارك وتعالى وللإفراط في الأنانية والاستكبار كما ذكرنا آنفا فقد اصبح للشواذ نساء ورجال هيئات وجماعات (محترمة) ممثلة في البرلمانات ومجالس الحكم الأخرى . بسبب التهافت في الحضارة العصرية على المادة من قبل الفئات الحاكمة وأنانيتها وخطب ود أي (شيء) له صوت انتخابي لتحقيق أنانيتهم وحبهم للظهور في هذه الدنيا وزخرفها الفاني والصبح تحقيقا أن الفئات العامة التي لا تعقل وراء الشهوة شيئا هي التي تتحكم بأولياء أمور الناس في الحياة العصرية الديمقراطية فحقيقة هذا النظام انه يجعل الحاكم الذي يفترض أن يكون دارسا فاهما لأمور الحياة الدنيا (نذكر أن الفلسفة الديمقراطية الغربية لا تقيم وزنا للآخرة أو الجانب الروحي للإنسان!!) عالما بتحقيق مصالح شعبه رهينة لذلك العامي الجاهل الغارق في الشهوات، واصبح ذلك الحاكم العالم ببواطن أمور شعبة وحقيقة أموره لا ينصح لشعبه بل يغشهم ويقرهم على كثير من ممارساتهم بل وأحيانا كثيرة يكون أولئك مشاركين في تلك التصرفات التي سوف تؤدي بشعبه إلى الهاوية والمحق الكامل، وحتى أصبحنا نقرأ عن انغماس بعضهم في تصرفات مشينة شاذة نتحرج من ذكرها ويندى لها الجبين نسأل الله العافية .. وهذا يشبه إلى حد بعيد ما ذكر الله تبارك وتعالى عن قوم لوط وما كانوا يفعلون حتى إن الله عاقبهم عقابا شديدا وحيث إنهم مثل هؤلاء المعاصرين يقولون عن أهل الالتزام بالإسلام الذين يدعونهم إلى الفضيلة أنهم قوم متخلفون متشددون بل انهم يعيرون المسلمين الملتزمين بالإسلام بأنهم "يتطهرون" وهم بذلك أشبه ما يكونوا بقوم لوط عليه السلام قال تبارك وتعالى: { ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين، إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون، وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين، وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كانت عاقبة المجرمين } [الأعراف: 80-84]. فهذه دعوة للنجاة لكل واحد من بني آدم .. ليعلم الخير الذي أنزله الله تبارك وتعالى بالإسلام .. النجاة .. النجاة . في الدنيا .
عرض المزيد