تحميل كتاب حماية الفضيلة pdf الأخلاقُ والقيمُ قوة للأمم، وصونٌ للأفرادِ وحمايةٌ للمجتمعات، وإذا كان الضعفُ الاقتصادي والسياسي مؤثراً في ميزانِ القوى، فالضعفُ الاجتماعي والتهتك القيمي، والسقوطُ الأخلاقي أعظمُ تأثيراً وأشدٌّ بلاءً، إنَّ المعركةَ متعددةُ الجبهات، وإذا هُزمنا أمامَ عدونا سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، فهل نُهزم أخلاقياً؟! لتكون مكملةً الهزائم؟ إنَّ الفسادَ الخُلقي ينخرُ في بيئةِ أعداءَنا كما ينخرُ السوسُ، وهو مؤذنٌ بهزيمتهم ونهايتهم، لكن هل بتنا نُشاركهم في بعضِ هزائمهم؟ افترى الفاحشة عياناً في مجتمعِ المسلمين، بل ويروجُ لها في الصورةِ والصوت؟ والعِفّة شرفٌ، والحياءُ من الإيمان، والعفافُ طهرٌ، والفجورُ مأثمٌ ومنقص، والزنا واللواط خارماتٍ, للمروءةِ والشرف، مضعفاتٍ, للدين، واهنات للأخلاق. وما كانت القيمُ غائبةً عن أصحابِ الفطرِ السليمة وإن لم يكونوا مسلمين، وعند عربِ الجاهلية الخبرَ اليقين، وما توقفت الغيرةُ والدفاعُ عن الأعراضِ على الآدميين بل شملت غيرهم من الحيوانات ومما لا يعقلون أجل لقد قالت المرأة، وهي حديثةُ عهدٍ, بجاهليةٍ, وشرك: ((أتزن الحرة يا رسول الله؟)). وإذا تهاون بعض المسلمين بالفضيلة، أو خرقوا سياج الرذيلة، فذاك انتكاسٌ في الفطرة، نسألُ اللهَ السلامة، من إغواء الشيطان نعوذ بالله من شرّه وكيده وفي عالم الحيوان عبرة، وفي غيرته موعظةً لأولي الألباب، أخرج البخاري في صحيحه عن عمرو بن ميمون قال: ((رَأَيتُ فِي الجَاهِلِيَّةِ قِردَةً اجتَمَعَ عَلَيهَا قِرَدَةٌ قَد زَنَت فَرَجَمُوهَا فَرَجَمتُهَا مَعَهُم)) (خ 3849، الفتح 7/156). وهذا كتابٌ مفيد يُقرِّرُ صونَ الإسلام للمرأة ورفعه لمكانتها، ويُبيِّن الفرقَ الواضحَ الجَلِيَّ بين مُعاملة الإسلام ومُعاملة الغربيين للمرأة. .
عرض المزيد