تحميل كتاب الإدراك الصهيوني للعرب والحوار المسلح pdf يجب أن نعرف تماما أننا نعيش في عالم ليس من صنعنا وهو عالم يؤمن بالحواس الخمس وبكل ما يقاس، ولا يعترف كثيرا بالحق أو الخير أو الجمال . ولذا لابد أن نضغط على الحواس الخمس لدى أعدائنا من خلال الحوار المسلح حتى يعرف الاخر أن العربي الحقيقي ليس مجرد صورة في وجدانه يمكن تناسيها. وإنما قوة واقعية يمكن أن تسبب له خسارة فادحة إن هو تجاهلها أو حاول تهميشها .
ولعل هذا هو القصور الاساسي في محاولات التوصل للسلام في اتفاقية كامب ديفيد وغيرها من الاتفاقيات و غيرها من الاتفاقيات. فمهندسو هذه الاتفاقيات يظنون أنهم عن طريق رفع رايات السلام سيغيرون صورة العربي في وعي العالم, و أن هذه الصورة ستفرض دينامية تفرض على الإسرائيلين أن يصلوا إلى اتفاق عادل أو شبه عادل. و لكن الذي حدث عكس ذلك تماما. فبعد الاسابيع الاولى ، وبعد أن يتوقف الحوار المسلح وبعد أن تطوى عدسات التلفزيون الساخنة ، تظهر حسابات القوة الباردة التي تفرض منطقها الثلجي البارد القاسي على الجميع وعلى مائدة المفاوضات .
وقد جاء في مجلة نيوزويك الامريكية أنه بعد أن قبل الرئيس السادات بشروط كامب ديفيد كما فرضها بيجين ، طلب تخصيص رقعة ما في القدس ترفع عليها الاعلام العربية حتى تكون" غنيمة أخرى" " يعود ليتباهى بها. وكان تعليق أحد أعضاء الوفد الاسرائيلي هو أن ترفع الاعلام على المقابر العربية "سلام القبور " الذي لم يرده وايزمان لنفسه.أما ديان فقال " السادات يريد بقشيش" أي إنه نظر إلى الرئيس السادات, رئيس جمهورية مصر العربية ، من خلال الخريطة الإدراكية الصهيونية. و حيث إن السادات قد أوقف الحوار المسلح، فقد حوله ديان إلى إنسان متخلف هامشي، شحاذ ليس له حقوق يمكن أن تهبه شيئا من قبيل الاعتدال الصهيوني .
وقد كان ديان أكثر واقعية من الرئيس السادات ، فحسابات القوة الباردة في عالمنا لا تعرف الحق والحقيقة . ولو كان هناك وراء السادات تقف دبابة عربية ، تقف شامخة جميلة ، لما رآه ديان شحاذا يقف على عتباته