تحميل كتاب إعجاز القرآن البياني بين النظرية والتطبيق pdf 1970م - 1443هـ تعدّ مسألة الإعجاز القرآني من أبرز المسائل القرآنية التي بحثها العلماء قديمًا وحديثًا على اختلاف أزمانهم، وليس الهدف من قضية الإعجاز في القرآن الكريم ردّ شبهات الحاقدين ودحض جهالات الجاهلين، وإنما بيان روائع هذا الكتاب الخالد، فكانت كتب الإعجاز تحمل في كل عصرٍ وزمن الجديد للناس. الإعجاز البياني هو: إثبات عجز الجن والإنس على قدرتهم بأن يأتوا بمثل القرآن في بيانه، وهو كان أسبق ظهورًا من الإعجاز العلمي كشفًا ودراسة، أمّا مفهوم الإعجاز القرآني فهو: العلم الذي يهتم بإبراز إعجاز البلاغة القرآنية من جهة الوظيفة والخاصيّة والمظهر، كما دارت كلمة البيان على ألسنة الأدباء والنقاد، تحمل معنى الإفصاح بالحجة، والمبالغة في وضوح الدلالة، والقدرة على إقناع العقول واستمالة النفوس. يتصف القرآن الكريم بجزالة نظمه، وحسن أسلوبه، حيث إن النظم هو ما يمكن إدراكه في الجملة الواحدة، أو الكلمة الواحدة، أما الأسلوب فدائرته أوسع، فلا يُدرك بالجملة الواحدة. ومن التوافق والانسجام في فواصل الآيات كما في سورة الفيل، فقد اكتملت في هذه السورة كل عناصر القصة من الأحداث إلى الشخوص مع المحافظة على عنصر التشويق، وكل ذلك جاء في إعجاز بياني، حيث حافظ على نغمة نهاية الآيات، فانتهت كلها بحرف اللام المسبوق بالياء: (الفيل، تضليل، أبابيل، سجّيل) إلا في كلمة مأكول، فقد انتهت بالواو ثم اللام. والتزم القرآن الكريم ببعض نهايات الآيات حرفاً واحداً، ففي سورة محمد حرف اللام، وفي مريم الدال، وهذا من لزوم ما لا يلزم، وهو يعطي الكلام جمالاً ونغمةً، ورونقاً، مع المحافظة على ذلك في كل السورة. في هذا الكتاب ندرك أكثر حقيقة هذا الأمر المهم. .
عرض المزيد