تحميل كتاب إدارة الانطباعات pdf 2001م - 1443هـ ’الانطباعات الأولى تدوم‘‘ عبارة شهيرة نكررها بين الحين والآخر، عن أهمية خلق إنطباع إيجابي عن أنفسنا، وأعمالنا، والمؤسسات التي ننتمي إليها. فالانطباعات الجيدة تساهم في بدء وتكوين علاقات ناجحة، وتؤكد الدراسات أن معظم الناس تبدأ في تشكيل إنطباعاتها خلال أول 20 ثانية من اللقاء، وخلال الدقائق الأربع الأولى يتشكل 90% من الإنطباعات. ونظرًا لأهمية الموضوع وتأثيره قام عالم الاجتماع الشهير (Erving Goffman) بدراسة ما يسمى بإدارة الإنطباع Impression Management في كتابه (The Presentation of Self in Everyday Life) وهو أول من تطرق لهذا المصطلح، وكان هذا في أواخر خمسينات القرن الماضي. وعرفه على أنه عملية يحاول بها الافراد التأثير على تصورات الآخرين عنهم. والهدف من إدارة الإنطباع هو التحكم في نوعية الصورة المتكونة عن الشخص أو المؤسسة لدى الاخرين. وناقش ’’جوفمان‘‘ العملية التي يقوم بها الافراد للتأثير على انطباعات الآخرين عنهم خلال الحياة اليومية. في عملية مكونة من أربعة عناصر. تبدأ بالأشخاص وهم "الفاعلين" Actors الذين يندمجون في "اداء" Performance في مواضع مختلفة "setting" مع الجمهور"audience". فببساطة يقوم الاشخاص كفاعلين مؤثرين بالتفاعل مع الجمهور من خلال سياق معين للاحداث تندمج فيه صفات وسلوكيات الفاعلين مع البيئة المحيطة بالموقف لانتاج محفزات للسلوك بطريقة محددة. وبناء على هذا أكمل عدد كبير من الباحثين مناقشات جوفمان مؤكدين أن هناك علاقة بين العوامل الجسدية كالسن والنوع، بنوعية الصور المتكونة الناتجة عن الانطباعات لدى الآخرين. وأن هناك علاقة ايجابية بين المظهر والجاذبية وامكانيات الأشخاص وبين نوعية ومقدار الانطباعات المتكونة. وكذلك لغة الجسد ونبرة الصوت وأسلوب الكلام ومضمونه. وإدارة الانطباع لا تقتصر على الأفراد فحسب بل تشمل المؤسسات، فكما يسعى المشاهير والممثلين والسياسيين والرياضيين لإدارة انطباع جيد عنهم في عيون الجماهير، وكذلك تسعى المؤسسات الحكومية والأحزاب السياسية والمؤسسات غير الحكومية، وشركات الأعمال للتحكم في الانطباعات المكونة لصورة وسمعة المنظمة من خلال سلوكيات تتناسق مع الصور المتوقع انتاجها. والاهتمام بالحفاظ على هذه الانطباعات بما يجعل أدائها ناجحًا. وسواء أفراد أو منظمات فكلاهما يستخدم تكتيكات الاتصال لانشاء صورة ايجابية بخلق انطباعات جيدة من خلال أدوات الاتصال المختلفة، كالاتصال الشخصي أو التقارير السنوية والنشرات الصحفية، والإعلانات، والمواقع على شبكة الإنترنت ورعاية الأحداث الخاصة. وبوجه عام يتم إدارة الانطباع في اتجاهين، الأول يعزز الصور الإيجابية والثاني يحد من وجود صورة سلبية أو يعمل على إصلاح الأضرار التي لحقت بصورتها. ويعتبر تقديم المعلومات الصادقة عن الشخص أو المنظمة وتوضيح أوجه التميز والانجازات والقدرات أحد التكنيكات المباشرة لإدارة الانطباع مقابل التكنيكات غير المباشرة التي تعمل على إثبات ما هو عكس الصورة السلبية. .
عرض المزيد