تحميل كتاب الموحدون في الغرب الاسلامي تنظيماتهم ونظمهم pdf 1991م - 1443هـ إنََّ اللهَ تعالى أكرمَ المسلمين بالهدايةِ لدينِ الإسلام، وختمَ بِهِ الرسالات، ديناً كاملاً ونظاماً شاملاً لجميعِ شئونِ الحياة، وأكرمَ الله سبحانه هذه الأمةَ بأن جَعَلَها {خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران من الآية:110]، تحمِلُ الخيرَ بأيديها، وتُقِيمُه في حياتِها، وتقودُ البشريةَ لما فيه فلاحُها في الدنيا والآخرة. إلا أن المسلمينَ في هذا العصرِ تنكَّبوا عن حملِ دعوةِ الإسلام، وأهْملوا أحكامَه في شؤونِ حياتِهم، فزالت دولَتُهم، وتمزَّقت وِحْدَتُهُم، وتقطعت أوصالُهُم إلى بِضعٍ وخمسينَ دُوَيْلة، واجتمعَ عليهمُ الأعداءُ من كلِ حَدَبٍ وصَوْب، وأصْبَحَت بلادُهم مَطمعاً لكلِ طامعٍ ومُعْتدي، فغزاهم الكفارُ المستعمرون بثقافةٍ غربيةٍ فاسِدة، أفسدت على المسلمينَ دينَهم، فِكراً وعملاً، وأضعفت ثِقةَ المسلمينَ بأفكارِ الإسلامِ وأحكامهِ وتشريعاتِه، وعندها تمكنَ المستعمِرون من فرضِ أنظمتِهِم وقوانينِهِم على بلادِ المسلمين، ونهبوا ثرواتِها وأفقروها، وأشعلوا فيها الحروبَ والنزاعاتِ القوميةِ والعرقيةِ والطائفية.. ولا يزالون. وحصلَ من جراءِ ذلكَ ما نراهُ اليومَ من تشتُتِ المسلمينَ في الأرضِ يطلبونَ الرزقَ والأمْن، بَعْدَ أن كانت دارُهم، دارَ إسلام، وعلى مدى قرونٍ طويلة، ملجأً لكلِ مظلوم، وأصبح أبناءُ المسلمينَ يتوافِدونَ على بلادِ الغربِ بينَ لاجىءٍ ومهاجِرٍ ومطارَد. .
عرض المزيد